للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتأليف مثل هذا الكتاب الفذ؟!! انظر "اللسان" (٣/ ٣٨٦) ترجمة خيثمة بن سليمان الطرابلسي.

رابعًا: متى كان حفظ قول من الأقوال، أو شعر من الأشعار دليلًا على اعتقاد حافظه صحته؟!

خامسًا: أنّ الإمام الدارقطني قد جرح الحميري بسبه الصّحابة وتشيعه لعلي - رضي الله عنه - فقد قال في "المؤتلف والمختلف (١) ": "السَّيِّد الحميري الشاعر اسمه إسماعيل بن محمّد بن يزيد، كان غاليًا يسب السَّلف، يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السّلام- ". ففي هذا دليل على أنّه لم يحفظ ديوانه موافقة له على بدعته، وإلا لما جرحه بذلك، وإنّما حفظه لحسن نظمه. قال الذهبي في "النبلاء (٢) ": ونظمه - يعني الحميري- في الذروة، ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني.

سادسًا: ما جاء عن أهل العلم من استبعاد ذلك ورده، فمن ذلك ما قاله الحافظ الذهبي في "تذكرته (٣) ": ما أبعده عن التشيع. وقال في "معرفة القراء (٤) ": قلت هو بريء من التشيع. وقال السيوطيّ في "طبقاته (٥) ": ما أبعده منه. وقال السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد" ما نصه: ونقل ابن طاهر عن الدَّقَّاق أنّه سمع الخطيب يقول: في الدارقطني تشيع، وما أظن هذا يصح عن الخطيب، إِلَّا إنَّ كان أراد أهل المحلة، فأمّا أبو الحسن الدارقطني فكان سنيًّا، وهكذا نبه عليه ابن طاهر، وقد ذكر إسماعيل بن علي الأموي في "تاريخه" أنّ الدارقطني كان يحفظ عدة دواوين للشعراء، منها ديوان السَّيِّد الحميري، ولذلك نسب إلى التشيع (٦).اهـ قال الحافظ ابن حجر: وهذا لا يثبت عن الدارقطني (٧).


(١) (٣/ ١٣٠٨ - ١٣٠٩).
(٢) (٨/ ٤٢).
(٣) (٣/ ٩٩٢).
(٤) (١/ ٣٥١) طبعة بشَّار عوَّاد.
(٥) ص (٣٩٤).
(٦) اللسان (٧/ ٣١٦) ط/ غنيم.
(٧) المصدر السابق.

<<  <   >  >>