خمر. وقال الخَطِيب: سألت البرقاني عنه فقال: حدّثنا عنه الدَّارقُطْنِي، وكان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع، قلت: قد طعن عليه في حديثه وسماعه؟ فقال: ما سمعت فيه إِلَّا خيرًا. وقال محَمَّد بن عبيد الله المسبِّحي في "تَارِيخ مصر": القاضي الحافظ للحديث، كان قد صحب قومًا من المتكلمين، فسقط عند كثير من أهل الحديث، وأمر قبل موته أنّ يحرق دفاتره بالنار، فأنكر النَاس ذلك عليه واستقبح من فعله، وقد كان وصل إلى مصر ثمّ مضى إلى دمشق، فلما وقف أهل دمشق على مذهبه شردوه، فخرج منها هاربًا. وقال ابن شاهين: دخلت أنا وابن المظَفَر والدَّارقُطْنِي على الجعابي، وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ وكنت أجرأهم عليه، فعرفني القاضي، قال: سبحان الله، أنت فلان، وهذا فلان، بأسمائنا، فدعونا له وخرجنا ومشينا خطوات، فسمعنا الصائح بموته، فرجعنا إلى داره من الغد فرأينا كتبه تل رماد، وكان أمر بحرق كتبه. وقال الأزهري: كان أوصى بأن تحرق كتبه، فأحرق جميعها، وأُحْرِق معها كُتُبٌ للنَّاس كانت عنده, حدثني أبو الحسين ابن البواب قال: كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءًا، فذهبت في جملة ما أحرق.
وقال النجاشي: كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. وقال الخليلي: كان من حفاظ بَغْدَاد. وقال الخَطِيب: كان أحد الحفاظ المجودين، صحب أبا العباس ابن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ، ... ، وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف. وقال السمعاني: كان أحد الحفاظ المجودين، والمشهورين بالحفظ والذكاء والفهم، وكان غاليًا في التشيع. وقال ابن عساكر: كان كثير الرِّواية, واسع الحفظ. وقال ابن الجوزي: قد حكى عنه قلة دين، وشرب الخّمْرِ -والله أعلم-. وقال ابن الأثير: كان يتشيع. وقال ابن عبد الهادي: الحافظ البارع، فريد عصره. وقال الذَّهَبِي: الحافظ البارع العلّامة، قاضي الموصل، تخرج بالحافظ ابن عقدة، وبرع في الحفظ، وبلغ فيه المنتهى. وقال أيضًا: كان حافظ زمانه صحب ابن عقدة, وصنف في الأبواب والشيوخ والتَاريخ، وتشيعه مشهور. وقال أيضًا: كان عديم المِثْل في حفظه. وقال أيضًا:- حافظ تكلِّم فيه. وقال مرّة: من أئمة هذا الشأن ببَغْدَاد على رأس الخمسين