ومحَمَّد بن جرير الطّبريّ، وأبي بكر الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وغيرهم من البَغْدَادين، وسمع بحران أبا عروبة الحسن بن محَمَّد، وبدمشق أبا الحسن بن جَوْصَاء، وغيره، وبمصر أبا جعفر الطحاوي، ومحَمَّد بن خريم، وكان سماعه منه سَنَة أربع عشر وثلاثمائة، وغيرهما، وبالكوفة عبد الله بن زيدان، وبالموصل عبد الله بن زياد الشعراني، وخلق من طبقتهم.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "سننه" وأكثر عنه، وابن شاهين، وابن عقدة -وهو شَيْخه- وأبو بكر بن المُقْرِئ في "مُعْجَمه"، والبرقاني، وأبو عبد السلمي، والحاكم في "مستدركه"، ووصفه بالحافظ وأبو نعيم الأصبهاني، وابن أبي الفوارس، وأبو الحسن العتيقي، وأبو محَمَّد الخلال، وأبو القاسم التَنُوخي، وأبو القاسم الأزهري، وخلق.
قال السلمي: وسألت الدَّارقُطْنِي عن ابن المظَفَّر، فقال: ثقة مأمون، فقلت: يقال إنّه يميل إلى التشيع، فقال: قليلًا، مقدار ما لا يضر إن شاء الله. وقال أبو بكر البرقاني: كتب الدَّارقُطْنِي عن ابن المظَفَّر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، عدد ذلك مرات. وقال محَمَّد بن عمر بن إسماعيل القاضي: رأيت أبا الحسن الدَّارقُطْنِي يعظم ابن المظَفَّر ويجله، ولا يستند بحضرته، وقد روى عنه في جموعه أشياء كثيرة. وقال محَمَّد بن عمر: رأيت من أصوله في الورَّاقين شيئًا كثيرًا، فسألت الورَّاق عنها، فقال: باعني ابن المظَفَّر من هذه الأصول ثمانين رطلًا. قال محَمَّد بن عمر: وكانت كلها عن يحيى بن صاعد قد كتبها ابن المظَفَر بخطه الدقيق، فجئت إليه وسألته عنها، فقال: أنا بعتها، وهل أؤمل أنّ يكتب عني حديث ابن صاعد؟ قال الحافظ: يعني لكثرة ما كان عنده من العوالي. وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة أمينًا مأمونًا، حسن الحفظ، انتهى إليه الحديث، وحفظه وعلمه، وكان قديمًا ينتقي على الشيوخ، وكان مقدمًا عندهم. وقال أبو الحسن العتيقي: كان ثقة مأمونًا، حسن الحفظ. وقال أبو عبد الله الحاكم: ابن المظَفَّر عندنا حافظ ثقة مأمون. وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان حافظًا ثقة مأمونًا. ونقل ابن أبي الفوارس عن ابن المظَفَّر أنّه قال: عندي عن الباغندي مائة ألف حديث، وقال ابن أبي الفوارس: حملت إليه جزءًا من بعض الشيوخ ليعلم لي، فلما نظر فيه، قال: أنا كتبت عن شَيْخ هذا،