وليس عندي هذه الأحاديث، وإني أخاف إنَّ قرأته أنّ يعلق بحفظي هذه الأحاديث، فاعفني عن النظر فيه، ولم يفعل. وقال أبو الوليد الباجي: أبو الحسن بن المظَفَّر حافظ حسن الحديث، كان فيه تشيع ظاهر. وقال الحافظ: وكأن الباجي أشار إلى الجزء الّذي جمعه ابن المظَفَّر في فضائل العباس، فكان ماذا، أو من قول أبي عبد الرّحمن السلمي في "سؤالاته" للدارقطني، وهذا لا يساعد الباجي ... وما كان ينبغي للذَّهبي أنّ يذكره بهذا القدح البارد، وما أدري لما يقلِّد الباجي في قوم لم يحط الباجي بأحوالهم علمًا - كما ينبغي-. اهـ.
قال ابن عساكر في "تَارِيخه": قرأت على أبي محَمَّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحْمَد، حدثني عبد الغفار بن عبد الواحد قال سمعت ابن جنيقا قال: كان ابن المظَفَّر خرَّج أوراقًا في مثالب أصحاب الحديث، ويهديه لبعض أصحاب السلطان المعروفين بالرفض، فوقع في يدي ذلك الجزء، فدخلت أنا وابن أخي ميمي، وأبو الحسن بن الفرات عليه، فلما رأى الجزء معنا تغير، وأخذ يعتذر، فلم نزل نلاطفه، وقلنا: نحن أولاد فلان، فلاطفناه، حتّى قرأ علينا الجزء.
قال مقيده - عفا الله عنه -: إسناد هذه الحكاية صحيح. أبو محَمَّد بن حمزة هو عبد الكريم بن حمزة بن الخضر. ترجمه ابن عساكر في "تَارِيخه"(٣٦/ ٤٣٥) وقال: كان ثقة مستورًا. وعبد العزيز بن أحْمَد هو الكتَّاني مترجم في "تَارِيخ دمشق" أيضًا (٣٦/ ٢٦٢) قال أبو محمَّد بن الأكفاني وغير: ثقة أمين حافظ. وعبد الغفار بن عبد الواحد هو أبو النجيب الأرموي، مترجم في "تاريخ دمشق"(٢٦/ ٣٨٩)، والنُّبَلاء (١٧/ ٤٤٧)، قال الذَّهَبِي: الحافظ الإمام الجوال. وابن جنيقا هو أبو القاسم عبد الله بن عثمان الدَّقَّاق مترجم في "الأَنْسَاب"(٢/ ١٢٩) قال السمعاني: كان صحيح الكتاب، كثير السماع، ثبت الرِّواية" ثقة مأمونًا، صدوقًا فَاضِلًا، حسن الخلق.
وقال الخَطِيب: محَمَّد بن المظَفَر كان حافظًا فهمًا، صادقًا مكثرًا. وقال الرَّشيد العطار: من مشاهير الحفاظ وثقاتهم، وأعيان الرواة وساداتهم، انتقى على الشيوخ، وفي شيوخه كثرة. وقال ابن عبد الهادي: الإمام الحافظ، ذكره ابن الدبَّاغ في الحفَاظ في الطبقة