للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبيتُ بُعَيْد النوم تُهدى غَبُوقَها ...

لجاراتها إذا الهديةُ قَلَّتِ (١)

تُحِل بمنجاةٍ من اللؤم بيتَها ...

إذا ما بُيوت بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ (٢)

كأنَّ لها في الأرض نِسْبًا تَقُصُهُ ...

على أُمِّها، وإن تكَلّمكَ تَبْلِتِ (٣)

أمَيْمَةُ لا يُخزي نَثَاها حليلَها ...

إذا ذُكرَ النسوانُ عَفَّتْ وَجَلَّتِ (٤)

إذا هو أمسى آبَ قرَّة عينِه ...

مآبَ السعيدِ، لم يَسَلْ: أين ظَلَّتِ (٥)

ثانيا: حجاب البدن والوجه

أما حجاب الوجه فقد كان معروفًا عندهم أيضا:

فمما يذكر في كتب التاريخ والأدب (أن النابغة أحد فحول الشعر لجاهلي (٦) قد مرت به امرأة النعمان المسماة بالمتجردة في مجلس، فسقط


(١) وهي كريمة سخية تجود بالهدية على جاراتها في وقت يعز فيه الإهداء.
(٢) وهي حريصة على سمعتها، وسمعة بيتها، فهي تصونه عن كل ما يُخِل، فالذمُّ لا يلحقها.
(٣) وهى من شدة حيائها إذا مشت تُطْرِقُ بصرها في الأرض، ولا ترفعه، حتى يظن من رآها أنها تبحث عن شيء ضاع منها، فهي تتبع أثره، وإن كَلَّمت غريبًا، فإنها تكلمه بما تحتاج، ولا تطيل حديثها معه.
(٤) لذا فإذا ذكرت أفعالها وأخبارها، لم تَسُوْ حليلها لحسن مذهبها وعفتها.
(٥) وإذا عاد زوجها آخر النهار وجد ما يَسُرُّه منها، ولم يحتج إلى سؤالها: أين كانت؟ لأنها لا تبرح بيتها.
وانظر "المفضليات" بشرح التبريزي (١/ ٥١٥- ٥١٨)
(٦) النابغة: زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، شاعر جاهلي من الحجاز، كان عند النعمان بن المنذر- من ملوك الحيرة- وقد شبب بامرأته بهذا البيت المشهور به =

<<  <  ج: ص:  >  >>