للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصِيفها- أي برقعها- الذي كانت قد تقنعت به، فسترت وجهها بذراعيها، وانحنت على الأرض ترفع النصيف بيدها الأخرى، فطلب النعمان من النابغة أن يصف هذه الحادثة في قصيدة، فعمل القصيدة التي مطلعها:

أمن أل مية رائح أو مغتدي ... عجلان ذا زاد وغير مزود

إلى أن قال:

سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ ... فَتَنَاوَلَتْهُ، وَاتَقَتْنَا بِالْيَدِ) (١)

ومما يدل على أنهم عرفوا البرقع قول أحدهم:

إن لم أقاتل فألبسوني برقعًا ... وفتخات في اليدين أربعا

وفي قصيدته التي مطلعها:

أفاطِمُ قَبل بَيْنِكِ وَدّعيني ... ومنعَك ما سألتُك أنْ تبيني

قال محصن بن ثعلبة الشاعر الجاهلي الملقب ب "المثقب العبدي":

وثقبن الوصاوص بالعيون

والوصاوص: البراقع.

وكانت بعض نساء العرب لا يسفرن عن وجوههن إلا لخطب عظيم يلم بهن، ولهذا قال رؤبة الحميري عاشق "ليلى الأخيلية" من قصيدة يمدحها بها، ويثني عليها بالتبرقع غالبا، مع جمالها، ويشير فيها إلى أن إسفارها عن وجهها تارة رابه إذ لعله لخطب ألمَّ بها:

وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت ... وقد رابني منها الغداةَ سفورها (٢)

وقال ربيع بن زياد العبسي يرثي مالك بن زهير:

من كان مسرورًا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهارِ


= من قصيدة له، فأراد النعمان قتله، فهرب إلى الغسانيين بالشام، ثم رجع إلى النعمان "الأعلام " للزركلي ص (٥٤) ،
(١) نقلًا من "الإسلام وتيارات الجاهلية" لآدم عبد الله الألوري ص (١٥١-١٥٢) .
(٢) "زاد المسلم بحاشية فتح المنعم " (١/٣٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>