للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "في الزينة": أي في ثياب الزينة، قوله: "في غير أهلها" أي بين من يحرم نظره إليها، قوله: "كمثل ظلمة يوم القيامة" أي تكون يوم القيامة كأنها ظلمة، قوله: "لا نور لها" الضمير للمرأة، قال الديلمي: يريد المتبرجة بالزينة لغير زوجها اهـ (١) .

وقال في الفردوس: والرَّفْلُ التمايل في المشي مع جَر ذيل، يريد أنها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظلمة اهـ (٢) .

قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: ذكره الترمذي، وضعفه، ولكن المعنى صحيح؛ فإن اللذة في المعصية عذاب، والراحة نصب، والشبَعَ جوع، والبركة مَحَق، والنور ظلمة، والطيب نتن، وعكسه الطاعات، فخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ودم الشهيد اللون لون دم، والعَرْفُ عرف مِسْك اهـ (٣) .

سادسَا: التبرج نفاق:

فعن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير نسائكم الوَدُودُ الوَلودُ، المواتية، المواسية، إذا اتقَينَ الله، وَشر نسائكم المتَبَرجاتُ المتُخَيلاتُ، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مِثلُ الغرابِ الأعصم " (٤) .

سابعًا: التبرج فاحشة:

فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت، قال تعالى: وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٢٨)) [الأعراف: ٢٨] ،.


(١) (تحفة الأحوذي) (٤/ ٣٢٩) .
(٢) نقله المناوي في "الفيض" (٥/٥٠٧) .
(٣) "عارضة الأحوذي" (٥/ ١١٣- ١١٤) .
(٤) أخرجه البيهقي في "السنن" (٧/ ٨٢) ، ورواه عن ابن مسعود رضي الله عنه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٦) ، وانظر "السلسلة الصحيحة" رقم (١٨٤٩) ، (٦٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>