للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) [البقرة: ٢٦٨] ،

والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩)) [النور: ١٩]

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية" (١) .

ثامنًا: التبرج تهتك وفضيحة:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل" (٢) .

ومثل ذلك ما ثبت عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة، وعصى إمامه، فمات عاصيًا، وأمةٌ أو عبد آبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها، وقد كفاها مؤنة الدنيا،


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الإمام أحمد (٦/ ١٩٩، ٢٦٧) ، والحاكم في "المستدرك " (٤/ ٢٨٨) ، وصححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي، وابن ماجه (٢/٤٠٩) رقم (٣٨١٢) .
قال المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "وضعت ثيابها في غير بيت زوجها) كناية عن تكشفها للأجانب، وعدم تسترها منهم "فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل" لأنه تعالى أنزل لباسا ليوارين به سواءتهن وهو لباس التقوى، وإذا لم يتقين الله، وكشفن سواءتهن، هتكن الستر بينهن وبين الله تعالى، وكما هتكت نفسها ولم تصن وجهها، وخانت زوجها يهتك الله سترها، والجزاء من جنس العمل، واهتك خرق الستر عما وراءه، والهتيكة الفضيحة اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>