للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجميلة" (١) اهـ.

* قول العلامة محمد بن أحمد بن جَزي الكلبي المالكي (ت ٧٤١) : قال رحمه الله في "تفسيره":

كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن، فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن، ويُفَهمَ الفرقُ بين الحرائر والإماء.

والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار، وقيل: هو الرداء، وصورة إدنائه عند ابن عباس أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وقيل: أن تلويه حتى لا يظهر إلا عيناها، وقيل: أن تغطي نصف وجهها (٢) .

(ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) أي ذلك أقرب إلى أن يعرف الحرائر من الإماء، فإذا عرف أن المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الأمة، وليس المعنى أن تعرف المرأة من هي، إنما المراد أن يفرق بينهما وبين الأمة لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء، وربما تعرض لهن السفهاء (٣) أهـ.

* قول الإمام النحوي المفسر أثير الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف ابن علي أبن حيان الأندلسي الشهير بأبي حيان (ت ٧٤٥ ص) :

قال رحمه الله في "تفسيره":

... وقال السدي: (تغطي إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين "، وكذا عادة بلاد الأندلس لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة) (٤) . وقال أيضا رحمه الله: والظاهر أن قوله: (وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ) يشمل


(١) "الصارم المشهور" ص (٧٤) .
(٢) ونسبه القرطبي إلى الحسن "الجامع لأحكام القرآن" (١٤/ ٢٤٣) . (٣) "التسهيل لعلوم التنزيل" (٣/ ١٤٤) .
(٤) "البحر المحيط " (٧/ ٢٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>