للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" فأنت يا رسولَ الله لَأحَقُّ أن يَهَبْنَ"، ثم قال عمر: (أي عَدُوَّاتِ أنفسِهن، أتهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟!، قلن: "نعم، أنت أفَظُّ وأغلَظُ من (١٦٥) النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيهِ (١٦٦) يا ابنَ الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لَقِيَكَ الشيطان سالكًا فَجا إلا سَلَكَ فَجُّا غير فجًك " (١٦٧) .

ومن مظاهر رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء:

أنه صلى الله عليه وسلم وقف يبايعهن على أن يأتمرن بأوامر الله، ويجتنبن نواهيه، فقال صلى الله عليه وسلم: "فيما استطعتن، وأطقتن فقلت: " الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، (١٦٨) .


= السرور أو نفي ضد لازمه، وهو الحزن) اهـ.
(١٦٥) نفى القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الفظاظة والغلظة خلقًا لازما له صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ، غير أنه صلى الله عليه وسلم قد يغضب لله في بعض الأحوال كإنكار المنكر مثلا، وكان صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدا بما يكره إلا في حق من حقوق الله تعالى، وكان عمر رضي الله عنه يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا، وطلب المندوبات، فلهذا قال له النسوة ذلك - انظر "فتح الباري" (٦/٤٧) .
(١٦٦) بالكسر والتنوين، ومعناها: حدثنا ما شئت، وبغير التنوين: زدنا مما حدثتنا.
(١٦٧) رواه البخاري رقم (٣٦٨٣) (٧/٤١) ط. السلفية، في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (٢٣٩٦) في فضائل الصحابة: باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(١٦٨) وأصل الحديث عن أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها قالت: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من المسلمين لنبايعه، فقلنا: يا رسول الله، جئنا لنبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف"، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيما =

<<  <  ج: ص:  >  >>