للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد جنى على الإسلام، وسلك سبيل الاعوجاج" (٢٩٦) اهـ.

قوامة الرجل تنظيمية لا استبدادية:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل نفس من بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها" (٢٩٧) .

إن قوامة الرجل على المرأة قاعدة تنظيمية تستلزمها هندسة المجتمع واستقرار الأوضاع في الحياة الدنيا، ولا تسلم الحياة في مجموعها إلا بالتزامها، فهي تشبه قوامة الرؤساء وأولي الأمر، فإنها ضرورة يستلزمها المجتمع الإسلامي والبشري، ويأثم المسلم بالخروج عليها مهما يكن من فضله على الخليفة المسلم في العلم أو في الدين، إلا أن طبيعة الرجل تؤهله لأن يكون هو القيم، فالرجل أقوى من المرأة وأجلد منها في خوض معركة الحياة وتحمل مسئولياتها، فالمشاريع الكبيرة يديرها الرجال، والمعارك الحربية يقودها الرجال، ورئاسة الدولة العليا يضطلع بها الرجال، وهكذا ترى الأمور الكبرى والمصالح العامة يوفق فيها الرجال غالبا، ويندر أن تفلح فيها امرأة إلا أن يكون من ورائها رجل.

هذا وإن النطاق الذي تشمله قوامة الرجل، لا يمس حرمة كيان المرأة ولا كرامتها، وهذا هو السر العظيم في أن القرآن الكريم لم يقل: (الرجال سادة على النساء) (٢٩٨) ، وإنما اختار هذا اللفظ الدقيق "قوامون" ليفيد


(٢٩٦) "نقد مساواة المرأة بالرجل في الأعمال" ملحق " بهداية الناسك" ص (١٥٨) .
(٢٩٧) رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة" رقم (٣٩٠) ص (١١٧) باب إباحة المخاطبة بالسؤدد على الإضافة، وصححه الألباني - انظر " صحيح الجامع الصغير" (٤/١٨٣) ، و "فتح الباري" (٥/٨٠) ، " معجم المناهي اللفظية" ص (١٩٠ -١٩١) .
(٢٩٨) وقد يطلق لفظ " السيد" على الزوج مضافًا، كما في قصة يوسف عليه السلام: (وألفيا سيدها لدى الباب) ، وكما في الحديث المتقدم آنفا، وقد قالت =

<<  <  ج: ص:  >  >>