للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سدادًا ونظرًا أنفذه، وعقده، أو رَدَّه إلى من يعقده منهم) (٨٦٥) .

السادس: وجوب التحري الدقيق عن صفات الزوج:

عن معقل بن يسار رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يسترعيه الله رعية، فلم يُحِطْها بنصحه، إلا حَرَّم الله عليه الجنة " (٨٦٦) .

ومن هذه النصيحة الواجبة أن يجتهد ولي المرأة في تحري الصفات الطيبة فيمن يزوجه موليته، وذلك بأن يستشير أولي العلم، وذوي الصلاح والتقوى ممن يوثق بأمانتهم ومعرفتهم حَقَّ الشهادة لله عز وجل، ممن لا تحمله البغضاء على الحسد وكتمان الجميل، ولا يحمله الود على المجاملة وستر العيوب، ويجب ألا يكتفي بالمعرفة السطحية، والشهادة العابرة (٨٦٧) ، لأن في ذلك خضرًا على النساء، وتقصيرًا من الأولياء الذين هم رعاة مسئولون أمام الله عز وجل عن رعيتهم.

وما أدق ذلك الميزان الذي وضعه الفاروق - رضي الله عنه - لمعرفة قيم الرجال، فقد [جاء رجل يطلب منه أن يوليه عملًا، فقال: " ائتني بمن يعرفك "، وعاد الرجل وبصحبته آخر، فسأله عمر: " أتعرف هذا الرجل؟ "، قال: " نعم "، قال: " هل أنت جاره الذي يعرف مداخله ومخارجه؟ "، قال: " لا "، فقال عمر: " هل صاحبته في السفر، الذي


(٨٦٥) "الكافي في فقه أهل المدينة" (٢/٥٢٥) .
(٨٦٦) رواه البخاري (١٣/١١٢) في الأحكام: باب من استرعى رعية فلم ينصح، ومسلم رقم (١٤٢) في الإيمان: باب استحقاق الولي الغاش لرعيته النار، وفي الإمارة: باب فضيلة الإمام العادل، والإمام أحمد في " المسند" (٥/٢٥، ٢٧) .
(٨٦٧) وكذا لا يعتمد على المحترفات الخاطبات، اللائي لا هَم لهن غالبا إلا ترويج السلعة، حرصًا على الأجر المنشود، والثمن الموعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>