تعرف به مكارم الأخلاق؟ "، فأجاب الرجل: " لا "، فاستطرد أمير المؤمنين رضي الله عنه قائلًا: " هل عاملته بالدرهم والدينار الذي يُعرف به ورع الرجل؟ "، قال الرجل: " لا "، فقال الفاروق متعجبًا: " لعلك رأيته قائمًا قاعدا يصلي بالمسجد؟ "، فرد الرجل بالإيجاب، فقال له أمير المؤمنين: " اذهب فإنك لا تعرفه! "، والتفت إلى الرجل الأول، فقال له: " ائتني بمن يعرفك ".
وفي رواية أخرى: أن رجلا قال لعمر رضي الله عنه: " إن فلانا رجل صِدْق"، قال: " هل سافرت معه؟ "، قال: " لا"، قال: "فكانت بينك وبينه خصومة؟ "، قال: " لا"، قال: " فهل ائتمنته على شيء؟ "، قال: " لا "، قال له عمر: " فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد"] (٨٦٨) .
من أجل ذلك فإنه لا يكفي للتحري عن الزوج أقوال الناس عنه، فإن موازينهم تختلف باختلاف أمزجتهم، وصلابة دينهم، وقوة ورعهم، فما قد يراه البعض فضيلة، قد يراه البعض الآخر من أقبح المنكرات، لا سيما في هذا الزمان، الذي أعرض فيه الكثيرون عن موازين الإسلام المحكمة، ومعاييره الصادقة.
السابع: جواز عرض الرجل موليته على أهل الخير والصلاح: جرت عادة الناس بأن يبحث الرجل عن المرأة التي يرغب الزواج بها، ويخطبها من وليها، فإذا اتفقا، وكتب لهما الوفاق والوئام تزوجها على عادة الناس، وفقًا للشريعة الغراء.
وقد يقع من بعض العقلاء والحكماء خلاف هذه العادة، فيبحث