للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن مثل هذه المجاراة والتجاوب يجعل المرء يحس بلذة الحديث، وأنه يتحدث مع حيّ يشاركه الرأي لا مع جماد ميت، ولا مع مشاكس معاند، وليحاول أن يجعل ذلك كله طبيعيًّا لا أثر للتكلف فيه] اهـ.

عود على بدء

ومن المعاشرة بالمعروف:

أن يستمع إلى حديثها، ويحترَم رأيها، ويأخذ بشوراها، إذا أشارت عليه برأي صواب، فقد أخذ صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة يوم الحديبية، فكان في ذلك سلامةُ المسلمين من الإثم، ونجاتهم من عاقبة المخالفة، كما جاء في بعض الروايات: " فجلى الله عنهم يومئذ بأم سلمة "، وذلك حين امتنع الصحابة رضي الله عنهم من أن ينحروا هديهم، فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها أن يخرج، ولا يكلم أحدًا منهم كلمة حتى ينحر بُدْنه، ويحلق، ففعل صلى الله عليه وسلم، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، ففي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قبل مشورة أم سلمة رضي الله عنها (٩٩٢) ، وكذا قبل صالح مدين مشورة ابنته في استئجار موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

ومن المعاشرة بالمعروف:

أن يسلم على أهله إذا دخل عليهم، فعن أنس رضي الله عنه قال:


(٩٩٢) رواه البخاري (٥/٣٣٢) ط. السلفية، واعلم - رحمك الله - أنه لا معنى لرفض رأي المرأة العاقلة الفاضلة واطراح مشورتها لمجرد كونها امرأة، كما يفعل البعض اعتمادا على أحاديث ضعيفة مثل: " شاوروهن، وخالفوهن " قال الألباني: " لا أصل له مرفوعا "، وحديث: (طاعة المرأة ندامة"، قال الألباني: " موضوع"، وحديث: " هلكت الرجال حين أطاعت النساء " قال الألباني: " ضعيف "، وانظر: " سلسلة الأحاديث الضعيفة" أرقام (٤٣٠) ، (٤٣٥) ، (٤٣٦) ، و"فتح الباري" (٥/٣٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>