للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن سلامُك بركةً عليك، وعلى أهل بيتك) (٩٩٣) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن للإسلام صُوى ومنارا كمنارات الطريق " الحديث بطوله، وفيه: " وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم، وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم، فمن ترك من ذلك شيئًا، فقد ترك سهما من الإسلام، ومن تركهن كلهن، فقد ولي الإسلام ظهره) (٩٩٤) .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة كلهم ضامن علي الله، الحديث، وفيه: " ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله " (٩٩٥) .

والمعنى: أنه إذا دخل بيته سلم على أهله ائتمارًا بقوله سبحانه:


(٩٩٣) رواه الترمذي رقم (٢٦٩٨) في الاستئذان، وقال: " حديث حسن صحيح"، وفيه علي بن زيد بن جدعان، لكن قال الألباني: (هو كما قال - أي الترمذي - فإن له طرقًا كثيرة يتقوى الحديث بها، وقد جمعها الحافظ ابن حجر في جزء صغير، انتهى فيه إلى تقوية الحديث) اهـ. من " تحقيق الكلم الطيب" رقم (٦٢) .
(٩٩٤) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في " كتاب الإيمان" رقم (٣) ، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (٣٣٣) ، والصوى: جمع "صوة"، وهى أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفاوز المجهولة، يستدل بها على الطريق، وعلى طرفيها.
(٩٩٥) رواه أبو داود رقم (٢٤٩٤) ، وابن حبان رقم (٤١٦) ولفظه: (ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رُزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله) الحديث، والحاكم (٢/٧٣) ، وصححه، وأقره الذهبي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣/٦٩) ، ومعنى ضامن: صاحب الضمان، وهو الرعاية للشيء كما يقال: " تامر" و "لابن" لصاحب التمر واللبن، ومعنى الحديث أنه في رعاية الله، وضمنه بعلى تضمينًا لمعنى الوجوب، والمحافظة على سبيل الوعد بأن يكلأه الله من الضرر في الدنيا والدين، وانظر: " فيض القدير" (٣/٣١٩ - ٣٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>