للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القتال) (١٣٤٦) اهـ. ورجعت الفرسان تحرض الفرسان على القتال، فرجع المنهزمون رجعة عظيمة، عندما سمعوا تحريض النساء، وخرجت هند ابنة عتبة، وبيدها مزهر، ومن خلفها نساء من المهاجرين، وهي تقول الشعر الذي قالته يوم أحد:

نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق

مشي القطا الموافق ... قيدي مع المرافق

ومن أبى نفارق ... إن تغْلبُوا نعانق

أو تدبروا نفارق ... فراق غير واثق

هل من كريم عاشق ... يحمي عن العواتق

ثم استقبلت خيل ميمنة المسلمين، فرأتهم منهزمين، فصاحت بهم: " إلى أين تهزمون؟ وإلى أين تفرون؟ من الله ومن جنته؟ هو مطلع عليكم "، ونظرت إلى زوجها أبي سفيان منهزمًا، فضربت وجه حصانه بعمودها، وقالت له: " إلى أين يا ابن صخر؟ ارجع إلى القتال، ابذل مهجتك حتى تُمَحصَ ما سلف من تحريضك على رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قال الزبير بن العوام: فلما سمعت كلام هند لأبي سفيان، ذكرت يوم أحد ونحن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فعطف أبو سفيان عندما سمع كلام هند، وعطف المسلمون معه، ونظرت إلى النساء وقد حملن معهم، وقد رأيتهن يسابقن الرجال، وبأيديهن العمد بين أجل الخل (١٣٤٧) ، ولقد رأيت منهن امرأة وقد أقبلت على علج عظيم وهو على فرسه، فتعلقت به، وما زالت به حتى نكبته عن جواده، وقتلته، وهى تقول: " هذا بيان نصر الله للمسلمين " " وفي هذه الموقعة قتلت أسماء بنت يزيد بن السكن بعمود خبائها


(١٣٤٦) " البداية والنهاية" (٧/١٣) .
(١٣٤٧) كذا بالأصل!

<<  <  ج: ص:  >  >>