تنبيه تمس الحاجة إليه: يتعلق بتهاون بعض الناس بهذا الحكم - وهو تحريم مصافحة الأجنبية - بزعم أنهم يستحيون من إحراج من يمد يده للمصافحة غافلين عن أن هذا عجز وليس حياءً، قال القرطبي رحمه الله فيما نقله عنه المناوي في "الفيض": (وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأخذ نفسه بالحياء، وبأمر به، ويحث عليه، ومع ذلك فلا يمنعه الحياء من حق يقوله، أو أمر ديني يفعله، تمسكًا بقوله في الحديث الآتي: "إن الله لا يستحي من الحق " رواه النسائي وابن ماجه عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه وهذا هو نهاية الحياء، وكماله، وحسنه، واعتداله، فإن من فرطّ عليه الحياء حتى منعه من الحق، فقد ترك الحياء من الخالق، واستحيا من الخلق، ومن كان هكذا حُرم منافع الحياء، واتصف بالنفاق والرياء. والحياء من الله هو الأصل والأساس، فإن الله أحق أن يستحيي منه، فليُحفظ هذا الأصل، فإنه نافع اهـ. (١/ ٤٨٧) . وانظر رسالة "أدلة تحريم مصافحة الأجنبية " للمؤلف.