(٢) (٣) (٤) حديث أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس تقدم ولم أجده مرفوعا فقيل: معناه ما دخل عليه من الأمراض والمصائب وإليه الإشارة بقوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} وكان سهل يقول ترك التداوي وإن ضعف عن الطاعات وقصر عن الفرائض أفضل من التداوي لأجل الطاعات وكانت به علة عظيمة فلم يكن يتداوى منها وكان يداوي الناس منها وكان إذا رأى العبد يصلي من قعود ولا يستطيع أعمال البر من الأمراض فيتداوى للقيام إلى الصلاة والنهوض إلى الطاعات يعجب من ذلك ويقول صلاته من قعود مع الرضا بحاله أفضل من التداوي للقوة والصلاة قائماً وسئل عن شرب الدواء فقال كل من دخل في شيء من الدواء فانما هو سعة من الله تعالى لأهل الضعف ومن لم يدخل في شيء فهو أفضل لأنه إن أخذ شيئاً من الدواء ولو كان هو الماء البارد يسئل عنه لم أخذه ومن لم يأخذ فلا سؤال عليه وكان مذهبه ومذهب البصريين تضعيف النفس بالجوع وكسر الشهوات لعلمهم بأن ذرة من أعمال القلوب مثل الصبر والرضا والتوكل أفضل من أمثال الجبال من أعمال الجوارح والمرض لا يمنع من أعمال القلوب إلا إذا كان ألمه غالباً مدهشاً وقال سهل رحمه الله علل الأجسام رحمة الله وعلل القلوب عقوبة السبب الخامس أن يكون العبد قد سبق له ذنوب وهو خائف منها عاجز عن تكفيرها فيرى المرض إذا طال تكفيرا فيترك التداوي خوفاً من أن يسرع زوال المرض فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تزال الحمى والمليلة بالعبد حتى يمشي على الأرض كالبردة ما عليه ذنب ولا خطيئة (٥) وفي الخبر حمى يوم كفارة سنة (٦) حديث حمى يوم كفارة سنة رواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث ابن مسعود بسند ضعيف وقال ليلة بدل يوم فقيل لأنها تهد قوة سنة وقيل للإنسان ثلثمائة وستون مفصلاً فتدخل الحمى جميعها ويجد من كل واحد ألماً فيكون كل