للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وراجعه له كل من الأنبا الكاثوليكي يؤانس زكريا والقس البرتستنتي الدكتور منيس عبد النور: "إذا كان اعتقاد القرآن بشرك النصارى؛ فلماذا يصرح في آياته بحلال الزواج من أهل الكتاب .. كما أن نبي الإسلام تزوج من اليهوديات والمسيحيات، وهن: مريم القبطية، وأنجب منها إبراهيم (المسيحية)، وريحانة بنت شمعون النضيرية (اليهودية)، وصفية بنت حيي بن أخطب القريظية (اليهودية)، وجويرية بنت الحارث المصطلقية (اليهودية) " (١).

وقوله بزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من يهوديات ومسيحية كذب صراح، فإنما تزوجهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد دخولهن في الإسلام.

ويكفي في بيانه أن ننقل بعضاً من الحوار الذي جرى بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفية حين أراد الزواج بها، فقد قال لها: «اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك». فقالت صفية: يا رسول الله، لقد هويتُ الإسلام، وصدقتُ بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك، وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي (٢). فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي مسلمة.

وأما ريحانة فتكذب دعوى المبطلين، وتذكر أن رسول الله تزوجها بعد أن أسلمت، وتقول: إني أختار الله ورسوله، فلما أسلمت أعتقني رسول الله وتزوجني، وأصدقني اثنتي عشرة أوقية (٣).

ويواصل ثروت سعيد الكذب فيزعم أن قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} (مريم: ٧١) ينبئ بدخول النار والإحراق فيها لكل بني آدم، وينقل عن


(١) حقيقة التجسد، ثروت سعيد رزق الله، ص (١٩٢ - ١٩٣).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ١٢٣)
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ١٣٠).

<<  <   >  >>