للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأندلسي: "وذكروا في ذلك محاورات جرت بين إبليس وآدم وحواء لم تثبت في قرآن ولا حديث صحيح فأطرحت ذكرها" (١)، وبمثل هذا يتشبث المنصفون في كل عصر وحين.

وقد أطبق العلماء على ضعف حديث سمرة الذي فيه أمر الشيطان لآدم بتسمية ابنه عبد الحارث، لأن في سنده الحسن يرويه عن سمرة بصيغة العنعنة، وهو مدلس، فلا تقبل روايته إلا إذا صرح بالتحديث، قال الذهبي: "كان الحسن كثير التدليس، فإذا قال في حديث: عن فلان، ضعف احتجاجه" (٢).

قال البيهقي: "أكثر الحفاظ لا يثبتون سماع الحسن البصري من سمرة في غير حديث العقيقة" (٣).

ولذلك حكم الألباني بضعف الحديث، وقال: " ضعيف .. وأعله ابن عدي في "الكامل" بتفرد عمر بن إبراهيم، وقال: وحديثه عن قتادة مضطرب" (٤)، واستدل لتضعيفه بما نقله ابن كثير من تفسير الحسن للآية، فقد جاء تفسيره مخالفاً للمروي عنه في هذا الأثر: "قال [أي الحسن]: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم .. عنى بها ذرية آدم، ومن أشرك منهم بعده"، فقوله هذا مبطل لما روي عنه.

ثم عقب ابن كثير بقوله: " وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رحمه الله، أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما


(١) البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي (٤/ ٤٣٧ - ٤٣٨).
(٢) ميزان الاعتدال، الذهبي (١/ ٥٢٧).
(٣) السنن الكبرى، البيهقي (٥/ ٢٨٨).
(٤) انظر: السلسة الضعيفة، الألباني ح (٣٤٢).

<<  <   >  >>