للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن تحدث عن مغارب الشمس، وأراد بذلك - والله أعلم- ما نعرفه اليوم من دوام الغروب والشروق بدوام دوران الأرض حول محورها.

ويشكل على هذا المعنى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: «يا أبا ذر، هل تدري أين تغيب هذه الشمس؟ .. فإنها تغرب في عين حمئة، تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش، فإذا كان خروجها أذن الله لها، فإذا أراد الله أن يطلعها من مغربها حبسها» (١).

لكن هذا الحديث لا يصح نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأنه من رواية سفيان بن حسين الواسطي السلمي، وهو راو وهَّى حديثه أهلُ التحقيق والاختصاص.

فقد سأل المروزيُ الإمامَ أحمد عن سفيان بن حسين كيف هو؟ فقال: "ليس بذاك، وضعفه" (٢).

وقال ابن أبي شيبة: "كان ثقة، ولكنه كان مضطرباً في الحديث" (٣).

وقال محمد بن سعد: "ثقة يخطئ في حديثه كثيراً" (٤).

وقال يحيى بن معين عنه: "ليس بالحافظ" (٥).

وعليه فلا اعتداد بروايته، فهي دون مرتبة الاحتجاج، واستبان براءة القرآن من الفهم السخيف بأن الشمس تغرب في بئر ماء.


(١) أخرجه البزار ح (٤٠١٠).
(٢) تاريخ بغداد، الخطيب (٩/ ١٤٩).
(٣) تهذيب الكمال، المزي (١١/ ١٤١).
(٤) المصدر السابق (١١/ ١٣٩).
(٥) تهذيب التهذيب (٤/ ١٩٠).

<<  <   >  >>