يموت كما مات من قد مضى ... يرد إلى الله باري النسم
مع الأنبياء في جنان الخلود ... هم أهلها غير حل القسم
وقدس فينا بحب الصلاة ... جميعاً وعلم خط القلم
كتاباً من الله نقرأ به ... فمن يعتريه فقد ما أتم
فهذه الأبيات منسوبة إلى أمية بن أبي الصلت، وهي قطعاً من منحول الشعر المنسوب إليه، إذ هي ولا ريب لمؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مصدق بالقرآن، وهذا لم يتحقق في أمية الذي مات على الكفر (١).
ثم لو فرضنا جدلاً أن أمية كان قبل الإسلام، فهل مجرد التشابه في كلمات معدودات كاف للحكم أن القرآن - بطوله - منقول عن هذا أو ذاك، {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}(النساء: ٧٨).
وهكذا تبين سخف وضعف الافتراءات والأباطيل التي تنسب إلى القرآن النقل من هذه المصادر البشرية، وأنه كلام الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
(١) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي (١٢/ ٦٨)، وانظر: خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي (١/ ٢٤٩).