للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة لا يكاد يصحّ ... ومعلوم أن بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب، ولا يتعذّر عليهم به إثباته في صحيفة أُخرى، فعرفنا أنّه لا أصل لهذا الحديث" (١)، وهكذا فالأثر ضعيف الإسناد، منكر المتن، لا يصلح ولا يقوى للاحتجاج به، وبمثل هذا الأثر الضعيف يفرح وينعق المبطلون!.

ومن المنسوخ تلاوة دعاء القنوت الذي يقنت به المسلمون في صلاة الوتر إلى يومنا هذا، فقد نزل قرآناً، ثم نُسخ في العرضة الأخيرة «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك. ونثني عليك ولا نكفرك. ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد. ولك نصلي ونسجد. وإليك نسعى ونحفِد. نرجو رحمتك ونخشى عذابك. إن عذابك الجد بالكافرين مُلحِق».

وقد روي عن أبي بن كعب أنه أثبته في مصحفه، ذلك أن أُبياً كان يقول: (لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، وقد رد عليه الخليفة عمر، وضعّف قوله مستدلاً بقول الله عز وجل: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (البقرة: ١٠٦) (٢).

وهذا المذهب بالقراءة بالمنسوخ كان مذهب أُبي - رضي الله عنه - أول الأمر، ثم رجع عنه، بدليل أنه أقرأ التابعين بما في مصحف الجماعة، كما هو مروي عنه في قراءة عاصم ونافع وابن كثير وأبي عمرو، التي اتصل إسنادها إليه من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن عياش المخزومي وعبد الله بن السائب وأبي العالية (٣).

وذكر أبو الحسن الأشعري أنه رأى مصحف أنس بالبصرة، عند بعض


(١) أصول السرخسي (٢/ ٨٠).
(٢) أخرجه البخاري ح (٤٤٨١).
(٣) انظر: الإقناع في القراءات السبع، ابن الباذش الأنصاري،، (١/ ٧٦، ٩١، ١٢٤)، والنشر في القراءات العشر، ابن الجزري (١/ ١١٢، ١٢٠، ١٣٣، ١٥٥).

<<  <   >  >>