للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخَطَأَ الشَّائِعَ: أَنَّ الحَدِيثَ لَمْ يُدَوَّنْ إِلاَّ فِي أَوَائِلِ القَرْنِ الهِجْرِيَّ الثَّانِي» (١)، ذلك لأن هَمَّامًا لقي أبا هريرة - ولا شك أنه كتب عنه - قبل وفاته وقد توفي أبو هريرة سَنَةَ (٥٩) للهجرة فمعنى ذلك أن هذه الوثيقة العِلْمِيَّةَ قد دونت قبل هذه السنة، أي في منتصف القرن الهجري الأول، وقد ثبت لنا أن عبد الله بن عمرو دَوَّنَ في عهد الرسول " صحيفته الصادقة "، وها نحن أولاء يثبت لنا تدوين " صحيفة همام " في منتصف القرن الهجري الأول، مما يدل على أن العلماء كانوا قد باشروا التدوين فعلاً قبل أمر عمر بن عبد العزيز - رَحِمَهُ اللهُ - وكان من الأولى أن نذكر هذه الصحيفة بين كتب أبي هريرة، لأنها إملاؤه لهمام، إلا أننا فضلنا الكلام عنها هنا لاشتهارها باسمه، وقد رواها عنه تلميذه معمر بن راشد ثم عبد الرزاق عن معمر ثُمَّ هَلُمَّ جَرًّا (٢).

وتضم صحيفة همام هذه (١٣٨) حديثًا وقد ذكر ابن حجر أَنَّ هَمَّامًا سمع من أبي هريرة نحو أربعين ومائة حديث بإسناد واحد (٣)، وهذا يزيدنا ثقة بهذه الصحيفة، لاتفاق عدد ما جاء فيها من الأحاديث وما ذكره العلماء.

• • •

وشاع التدوين في النصف الأول من القرن الهجري الثاني بين العلماء، حتى أصبح من النادر ألا نرى لأحدهم تصنيفًا أو جامعًا فيه بعض الأبواب في الحديث.

وقد سبق أن ذكرت أول من صنف في مختلف البلاد الإسلامية.

وممن شارك في التصنيف أو وجد عنده كتب في تلك الحقبة يحيى بن أبي كثير


(١) " علوم الحديث ومصطلحه " للدكتور صبحي الصالح: ص ٢٢.
(٢) انظر " صحيفة همام بن منبه ": ص ٢٠.
(٣) " تهذيب التهذيب ": ص ٦٧ جـ ١١.