ففي الكتاب يقول الله -عز وجل-: (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)(النساء: من الآية١٠٣) معنى (كتاباً) أي مكتوباً أي مفروضاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين بعثه إلى اليمن:(أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة)) (١) .
وأجمع المسلمون على فرضيتها، ولهذا قال العلماء -رحمهم الله-: إن الإنسان إذا جحد فرض الصلوات الخمس، أو فرض واحدة منها فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله إلا أن يتوب إلى الله -عز وجل- ما لم يكن حديث عهد بالإسلام لا يعرف من شعائر الإسلام شيئاً، فإنه يعذر بجهله في هذه الحال، ثم يعرف فإن أصر بعد علمه بوجوبها على إنكار فرضيتها فهو كافر.
وتجب الصلاة على كل مسلم، بالغ، عاقل، من ذكر أو أنثى.
فالمسلم ضده: الكافر، فالكافر لا تجب عليه الصلاة، بمعنى أنه لا يلزم بأدائها حال كفره ولا بقضائها إذا أسلم، لكنه يعاقب عليها يوم القيامة كما قال الله تعالى:(إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)(٣٩)) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) (٤٠)(عَنِ الْمُجْرِمِينَ)(٤١)(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ)(٤٢)(قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)(٤٣)(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)(٤٤)(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ)(المدثر: ٢٩، ٤٥)(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)(٤٦) فقولهم: (قَالُوا لَمْ نَكُ
(١) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة/ باب وجوب الزكاة (١٣٩٥) . ومسلم: كتاب الإيمان/ باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.