للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً. والله أعلم.

***

[س٣٤: فضيلة الشيخ: قلتم -حفظكم الله- في استواء الله على عرشه"إنه علو خاص على العرش يليق بجلال الله -تعالى- وعظمته" فنأمل التكرم من فضيلتكم بإيضاح ذلك؟]

الجواب بقوله: قولنا في استواء الله -تعالى- على عرشه ((إنه علو خاص على العرش يليق بجلال الله -تعالى- وعظمته)) نريد به أنه علو يختص به العرش، وليس هو العلو العام الشامل لجميع المخلوقات، ولهذا لا يصح أن نقول استوى على المخلوقات، أو على السماء، أو على الأرض مع أنه عال على ذلك، وإنما نقول هو عال على جميع المخلوقات عال على السماء، عال على الأرض ونحو ذلك، وأما العرش فنقول: إن الله -تعالى- عال على عرشه ومستو على عرشه، فالاستواء أخص من مطلق العلو. ولهذا كان استواء الله -تعالى- على عرشه من صفاته الفعلية المتعلقة بمشيئته، بخلاف علوه فإنه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها.

وقد صرح بمثل ما قلنا شيخ الإسلام ابن تيمية ٠رحمه الله تعالى- في شرح حديث النزول ص٥٢٢ ج٥ مجموع الفتاوى جمع ابن قاسم: ((فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش، قيل الاستواء علو خاص فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستوياً عليه، ولهذا لا يقال لكل ما كان عالياً على

<<  <   >  >>