الجواب: نعم لا شك أن الذي يحضر الصلوات في المساجد، حضوره لذلك، دليل على إيمانه، لأنه ما حمله على أن يخرج من بيته ويتكلف المشي إلى المسجد إلا الإيمان بالله -عز وجل.
وأما قول السائل ((كما جاء في الحديث)) فهو يشير إلى ما يروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم:((إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)) (١) ولكن هذا الحديث ضعيف لا يصح عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
***
س١٢: رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله -عز وجل- وهو خائف من ذلك جداً، فما توجيه سماحتكم؟
الجواب: ما ذكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها، أقول له: أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة، لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين، ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم، ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليه صفو الإيمان، بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين.
وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان، ولا هي آخر حال، بل ستبقى ما دام في الدنيا مؤمن. ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة -رضي الله عنهم- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء أناس من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما
(١) أخرجه الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة (٢٦١٧) .