وضع يديه قبل ركبتيه لبرك كما يبرك البعير، فإن البعير إذا برك يقدم يديه، ومن شهد البعير عند البروك تبين له هذا.
فحينئذ يكون الصواب إذا أردنا أن يتطابق آخر الحديث وأوله ((وليضع ركبتيه قبل يديه)) ؛ لأنه لو وضع اليدين قبل الركبتين كما قلت لبرك كما يبرك البعير. وحينئذ يكون أول الحديث وآخره متناقضان.
وقد ألف أحد الأخوة رسالة سماها (فتح المعبود في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود) وأجاد فيها وأفاد.
وعلى هذا فإن السنة التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في السجود أن يضع الإنسان قبل يديه.
* * *
[س ٢٥٠: ما حكم الامتداد الزائد أثناء السجود؟]
الجواب: الامتداد الزائد أثناء السجود خلاف السنة، فإن الواصفين لصلاته صلى الله عليه وسلم لم يقل أحد منهم أنه كان يمد ظهره في السجود كما قالوا أنه يمد ظهره حال الركوع (١) ، وإنما المشروع في حال السجود أن يرفع الإنسان بطنه عن فخذيه ويعلو بذلك، ولا أن يمده كما يفعله بعض الناس.
* * *
(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي حميد قال: " ركع النبي صلى الله عليه وسلم ثم هصر ظهره" في صفة الصلاة/ باب استواء الظهر في الركوع (٧٥٨) وعند مسلم في صحيحه عن عائشة رضى الله عنها قالت: ".. وكان إذا ركع لم يُشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك.. " في الصلاة/ باب صفة الركوع والاعتدال منه (٤٩٨) .