هذا الحال ومن أجل المشقة عليها، يجوز لها أن تجمع صلاة الظهر مع العصر ((العكس)) وصلاة المغرب مع العشاء (أو العكس)) حتى يكون عملها هذا واحداً للصلاتين صلاة الظهر والعصر، وواحداً للصلاتين المغرب والعشاء، وواحداً لصلاة الفجر بدلاً من أن تعمل ذلك خمس مرات تعمله ثلاث مرات. والله الموفق.
***
[س١٨٤: ما حكم الصلاة وعلى من تجب؟]
الجواب: الصلاة من آكد أركان الإسلام، بل هي الركن الثاني بعد الشهادتين، وهي آكد أعمال الجوارح، وهي عمود الإسلام كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((عموده الصلاة)) (١) . يعني الإسلام، وقد فرضها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر، وفي أشرف ليلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدون واسطة أحد، وفرضها الله -عز وجل- على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خمسين مرة في اليوم والليلة، ولكن الله -سبحانه وتعالى- خفف على عباده حتى صارت خمساً بالفعل وخمسين في الميزان، وهذا يدل على أهميتها ومحبة الله لها، وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان شيئاً كثيراً من وقته فيها، وقد دل على فرضيتها الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين:
(١) أخرجه الإمام أحمد ٥/٢٣١، والترمذي: كتاب الإيمان/ باب ما جاء في حرمة الصلاة (٢٦١٦) ، والنسائي في "الكبرى": كتاب التفسير/ باب قوله تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) (١١٣٩٤) . وابن ماجه: كتاب الفتن/ باب كف اللسان في الفتنة (٣٩٧٣) . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.