للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحباء لله، ولكن الرسول -عليه الصلاة والسلام- في مقام أعلى من ذلك وهي الخلة فقد اتخذه الله خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، لذلك نقول إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، خليل الله، وهذا أعلى من قولنا حبيب الله لأنه متضمن للمحبة، وزيادة لأنه غاية المحبة.

***

[س٤٦: ما حكم جعل مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجارة؟]

الجواب: حكم هذا محرم، ويجب أن يعلم بأن المديح للنبي صلى الله عليه وسلم، ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: أن يكون مدحاً فيما يستحقه صلى الله عليه وسلم، بدون أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به، أي لا بأس أن يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة في خلقه وهديه صلى الله عليه وسلم.

والقسم الثاني: من مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)) (١) فمن مدح النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه غياث المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، وأنه مالك الدنيا والآخرة، وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح فإن هذا القسم محرم، بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز أن يمدح الرسول -عليه الصلاة والسلام- بما يصل إلى درجة الغلو لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك.


(١) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وقله الله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم) (٣٤٤٥) .

<<  <   >  >>