عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.
***
س٢٠: كيف يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟ والله -عز وجل- يقول:(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر: من الآية٦٠) ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأسأل الله -تعالى- لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة، وقولاً، وعملاً، يقول الله -عز وجل-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(غافر: ٦٠) ويقول السائل: إنه دعا الله -عز وجل- ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله -تعالى- فيها من دعاه بأن يستجيب له والله -سبحانه وتعالى- لا يخلف الميعاد. والجواب على ذلك بأن للإحابة شروطاً لا ببد أن تتحقق وهي:
الشرط الأول: الإخلاص لله -عز وجل- بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله -سبحانه وتعالى- بقلب حاضر، صادق في اللجوء إليه، عالم بأنه -عز وجل- قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله -سبحانه وتعالى-.
الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة، بل في أمس الضرورة إلى الله -سبحانه وتعالى- وأن الله -