غيره إنه مستو عليه واستوى عليه، ولكن كل ما قيل فيه استوى على غيره فإنه عال عليه)) . أ. هـ. المقصود منه وتمامه فيه.
وأما قولنا:((يليق بجلاله وعظمته)) فالمراد به أن استواءه على عرشه كسائر صفاته يليق بجلاله وعظمته، ولا يماثل استواء المخلوقين، فهو عائد إلى الكيفية التي عليها هذا الاستواء، لأن الصفات تابعة للموصوف، فكما أن لله -تعالى- ذاتاً لا تماثل الذوات، فإن صفاته لا تماثل الصفات (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية١١) ليس كمثله شيء في ذاته ولا صفاته. ولهذا قال الإمام مالك -رحمه الله- في الاستواء حين سئل كيف استوى؟ قال:((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) . وهذا ميزان لجميع الصفات فإنها ثابته لله -تعالى- كما أثبتها لنفسه على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وبهذا تبين فائدة القول بأن الاستواء على العرش علو خاص على العرش مختص به، لأن العلو العام ثابت لله -عز وجل- قبل خلق السماوات والأرض، وحين خلقهما، وبعد خلقهما، لأنه من صفاته الذاتية اللازمة كالسمع، والبصر، والقدرة، والقوة ونحو ذلك بخلاف الاستواء.
***
[س٣٥: ما الأمور التي يجب تعليقها بالمشيئة والأمور التي لا ينبغي تعليقها بالمشيئة؟]
الجواب: كل شيء مستقبل فإن الأفضل أن تعلقه بالمشيئة