للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما هاجر إليه)) (١) .

وإن تساوى عنده الأمران فلم تغلب نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر، والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره.

والفرق بين هذا القسم والذي قبله أن غرض غير التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة فإرادته إرادة حاصلة بعمله بالضرورة وكأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا.

فإن قيل: ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم أغلبه التعبد أو غير التعبد؟

قلنا: الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة حصل أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد والعكس بالعكس.

وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم وشأنها خطير فقد ترتقي بالعبد إلى درجة الصديقين، وقد ترده إلى أسفل السافلين، قال بعض السلف: ((ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص)) . فنسأل الله لنا ولكم الإخلاص في النية، والصلاح في العمل.

***

[س٢٢: ما مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟]

الجواب: اختلف العلماء هل يقدم الإنسان الرجاء أو يقدم الخوف على أقوال:


(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف بدأ الوحي إلى رسول الله (١) ، ومسلم، كتاب الإمارة، باب إنما الأعمال بالنية (١٩٠٧) .

<<  <   >  >>