أخرجه أبو داود (٣٩٢٥) ، والترمذي (١٨١٧) ، وابن ماجه (٣٥٤٢) ، وابن حبان (١٤٣٣) ، وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) (رقم ٨٤- مسند علي) ، والطحاوي في ((شرح الآثار) (٤/ ٣٠٩) ، وابن أبي الدنيا في ((الخمول)) (ق ١٥٦/ ٢) ، والعقيلي في ((الضعفاء)) (٤/ ٢٤٢) ، وابن السني في ((اليوم والليلة)) (٤٦٥) ، والحاكم (٤/ ١٣٦- ١٣٧) ، وابن الجوزي في ((الواهيات)) (٢/ ٨٦٩) من طريق يونس بن محمد، ثنا المفضل بن فضالة، عن حبيب بن شهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد مجذوم، فوضعها معه في قصعة، وقال: ((كل بسم الله،.... الحديث)) . قال الترمذي: ((هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل ابن فضالة. والمفضل بن فضالة شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر بصري أوثق من هذا وأشهر. وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد، عن ابن بريدة، أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم. وحديث شعبة أثبت عندي، وأصح)) أ. هـ. وقال ابن الجوزي: ((قال الدارقطني: تفرد به المفضل)) . ... = =قلت: وهو ضعيف، قال ابن معين: ((ليس هو بذاك)) . وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) . وقال ابن عدي في ((الكامل)) (٦/ ٢٤٠٤) : ((لم أر حديثه أنكر من هذا الحديث الذي أمليته، وباقي حديثه مستقيم)) . أما الحاكم فقال: ((صحيح إسناد)) ووافقه الذهبي !! وهذا عجب، لا سيما من الذهبي، فإنه نقل كلام ابن عدي السابق وأقره !! وفي الحديث علة أخرى، وهي الاختلاف على حبيب بن الشهيد في إسناده كما أشار الترمذي.
وقد بحثت عن رواية شعبة عن حبيب، عن ابن بريدة، عن ابن عمر فلم أظفر بها. ووقع في ((الميزان)) (٤/ ١٦٩) : ((.... عن عمر)) فلعل فيه سقطاً. [ثم رأيت الحافظ في ((الفتح)) (١٠/ ١٦٠) ذكر عن الترمذي)) ، والنسخة كثيرة الأخطاء. لكن الذي رأيته أن شعبة يروي هذا، عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن بريدة، أن سلمان الفارسي كان يصنع الطعام، فيدعو المجذمين، فيأكل معهم.
أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (٤/ ٢٤٢) ، وأبو نعيم في ((الحلية)) (١/٢٠٠) من طريقين عن شعبة، عن حبيب به. وتابعه سفيان بن حبيب، عن بن الشهيد به. أخرجه ابن جرير في ((التهذيب)) (رقم ٧٧- مسند علي)) . قال العقيلي: ((هذا أصل الحديث، وهذه الرواية أولى)) . قلت: ورجاله ثقات، لكنى لم أر أحداً ذكر لعبد الله بن بريدة رواية عن سلمان، مع كونه أدركه، وكان لعبد الله تسعة عشر عاماً يوم مات سلمان - رضي الله عنه - سنة (٣٤) هـوالله أعلم. وللحديث طريق آخر إلى محمد بن المنكدر. أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (١/ ٢٨١) ، (٤/ ١٦٣٧) ، ومن طريقه ابن الجوزي في ((الواهيات)) (٢/٨٧٠) من طريق عبيد الله بن تمام، عن إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره بمثله. قال ابن الجوزي: ((قال أحمد إسماعيل المكي منكر الحديث، قال يحيى: لم يزل مختلطاً، وليس بشيء. وقال علي: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث)) . قلت: وأيضاً عبيد بن تمام ضعفه أبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني، وقال البخاري: ((عنده عجائب)) . بل كذبه الساجي. فالسند واه جداً. ... = = فحاصل البحث أنه لا يصح مرفوعاً، والصواب أنه موقوف فقد ثبت عن بعض الصحابة أنهم أكلوا مع المجذومين، كما مضى عن سلمان. وفي الباب عن عمر بن الخطاب، - رضي الله عنه -. أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (٢/ ٢/ ٢٦٠) مختصراً، وابن جرير في ((التهذيب)) (٧٥، ٧٦، - مسند علي) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، سمعت أبا مريم شييم بن ذييم، قال: شهدت عمر بن الخطاب وهو يطعم، فجاء رجل به شيء من برص، فوضع يده في الطعام. ورجاله ثقات، حاشا شييم هذا. فقد ترجمه البخاري، وابن أبي حاتم (٢/١/٣٨٤) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (٤/ ٣٦٩) . وأخرج ابن سعد (٤/ ١١٨) قصة لمعيقيب بن أبي فاطمة - وكان أجذم - مع عمر يتقوى بها. والله أعلم.