للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٥٧- ((لَا يُغرَّمُ صَاحِبُ سَرقةٍ، إذَا أُقيمَ عَليهِ الحَدُّ)) ٠ (١)


(١) ١٥٧- منكر.
أخرجه النسائي (٨/ ٩٢- ٩٣) ، والطبراني في ((الأوسط)) - كما في ((نصب الراية)) (٣/ ٣٧٦) ، والدولابي في ((الكنى)) (٢/ ١٣٩) ، والدارقطني (٣/ ١٨٢) ، والبيهقي (٨/ ٢٧٧) ، وأبو نعيم في
((الحلية)) (٨/ ٣٢٢) من طريق المفضل بن فضالة، عن يونس بن يزيد، عن سعد بن إبراهيم، حدثني أخي المسور بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً به.
قال النسائي: ((هذا مرسل، وليس بثابت)) .
وقال الطبراني: ((لا يروي عن عبد الرحمن بن عوف، إلا بهذا الإسناد، وهو غير متصل؛ لأن المسور لم يسم من جده عبد الرحمن)) وكذا قال البزار.
وقال أبو حاتم: ((هذا حديث منكر، ومسور لم يلق عبد الرحمن، وهو مرسل أيضاً)) . ذكره ولده في ((العلل)) (١/ ٤٥٢/ ١٣٥٧) .
وقال الدارقطني: ((المسور لم يدرك عبد الرحمن بن عوف، فإن صح إسناده فهو مرسل، وسعد بن إبراهيم مجهول)) .
قال ابن القطان: ((وصدق فيما قال)) ، ثم قال: ((وفيه مع الانقطاع بين المسور وجده
عبد الرحمن بن عوف، انقطاع آخر، بين المفضل ويونس، فقد رواه إسحاق بن الفرات عن المفضل بن فضالة، فجعل فيه الزهري، بين يونس بن يزيد وسعد بن إبراهيم. قال: وفيه مع ذلك الجهل بحال المسور، فإنه لا يعرف له حال)) أهـ‍.
قلت: وقد اختلف فيه عن المفضل بن فضالة اختلافاً كثيراً.
فرواه سعيد بن عفير - عنه، عن يونس بن يزيد، عن سعد بن إبراهيم، حدثني أخي المسور، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف به.
أخرجه ابن حرير في ((تهذيب الآثار)) ، ومن طريقه ابن عبد البر في ((التمهيد)) - كما في ((الجوهر النقي)) (٨/ ٢٧٧) لابن التركماني.
ولكن قال الدارقطني في ((العلل)) (ج ١/ ق ١١٣/ ١) : ((ولا يثبت هذا القول)) .
يعني لا يثبت ذكر والد المسور في الإسناد.

وراوه إسحاق بن الفرات، عن المفضل، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعد بن إبراهيم، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف به.
أخرجه الدارقطني (٣/١٨٣) وقال: ((هذا وهم من وجوه عدة)) . ... =

=وقال في ((العلل)) : ((ولا يصح هذا القول)) . ((وفي هذا ردٌّ على ابن القطان في إثبات الانقطاع بين يونس وسعد بن إبراهيم بمثل هذا السند.
وقال الدارقطني في ((العلل)) : ((وقال ابن لهيعة، عن سعد بن إبراهيم، عن المسور بن محزمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح هذا، وهو مضطرب غير ثابت)) أهـ‍.
وقال البيهقي: ((فإن كان سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فلا نعرف بالتواريخ له أخاً معروفاً بالرواية يقال له المسور. ولا يثبت للمسور الذي ينسب إليه سعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم سماع من جده عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، ولا رؤية، فهو منقطع....)) .
فتعقبه ابن التركماني بقوله: ((قلت: في كتاب ابن أبي حاتم: مسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخو سعد وصالح ابني إبراهيم روى عن عبد الرحمن بن عوف مرسلاً، ورى عنه أخوه سعد بن إبراهيم. سمعت أبي يقول ذلك)) . وذكر ذلك صاحب الكمال.... فظهر بهذا أن سعداً هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأنه لا وجه لترديد البيهقي....)) أهـ‍.
قلت: وكلام ابن التركماني - رحمه الله - متجه، لكن لي نظر وذلك أن البيهقي قال: ((لا نعرف له أخاً معروفاً بالرواية)) ، وهذا القول حق، فإن المسور، وإن كان لسعد بن إبراهيم لكنه غير معروف بالرواية كما يُعلم من قول الدارقطني: ((مجهول)) وكذا قول ابن القطان. وقد ترجم له ابن أبي حاتم (٤/ ١/ ٢٩٨) فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. فهو مجهول الحال.
وحاصل القول أن هذا الحديث لا يصح للاضطراب في سنده، ثم للانقطاع الذي فيه. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>