للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٤- ((إنَّ مِنْ أعفِّ الناسِ قِتلةً، أهلُ الإيمانِ)) . (١)


(١) ١٤- ضعيف.
أخرجه أبو داود (٢٦٦٦) ، وابن الجارود (٨٤٠) ، وأبو يعلى (ج ٨/ رقم ٤٩٧٣) ، والبيهقي (٩/ ٧١) من طريق هشيم بن بشير، أخبرنا مغيرة بن مقسم، عن شباك، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، عن ابن مسعود فذكره مرفوعاً. وقد رواه عن هشيم جماعة منهم: ((محمد بن عيسى، وزياد أيوب، وزهير بن حرب)) . وخالفهم يعقوب بن إبراهيم الدورقي، فرواه عن هشيم به. لكنه أسقط ((هني بن نويرة)) من الإسناد. أخرجه ابن ماجه (٢٦٨١) . فهذان وجهان في الاختلاف عن هشيم به. ووجه ثالث: رواه جرير بن عبد الحميد، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، عن ابن مسعود، مرفوعاً. أخرجه ابن حبان (ج٧/ رقم ٥٩٦٢) . فسقط ذكر ((شباك الضبي)) . ووجه رابع: رواه سريج بن النعمان، عن هشيم، أنبأنا المغيرة، عن إبراهيم بن علقمة، عن ابن مسعود، مرفوعاً. أخرجه أحمد (١/ ٣٩٣) ثنا سريج به.
فسقط ذكر ((شباك الضبي)) ، و ((هني بن نويرة)) .
قلت: فهذا اختلاف شديد عن هشيم فيه. يترجح عندي من هذا الاختلاف الوجه الأول الذي رواه محمد بن عيسى وغيره، لا سيما وقد توبع هشيم عليه، تابعه شعبة بن الحجاج، فرواه عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً. أخرجه ابن ماجه (٢٦٨٢) وأبو يعلى

(ج ٨/ رقم ٤٩٧٤) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا غندر، عن شعبة به. وقد خولف عثمان فيه. خالفه الإمام أحمد بن حنبل، فرواه في ((مسند)) (١/ ٣٩٣) قال: حدثنا محمد، عن شعبة، به إلا أنه أسقط ((شباك الضبي)) ومحمد هو ابن جعفر، غندر. وأحمد بن حنبل أوثق من عثمان بن أبي شيبة لا شك في ذلك، غير أنه رواية عثمان هي المحفوظة في نظري، لمطابقتها لرواية جماعة من الثقات عن هشيم كما عند أبي داود وغيره. أما رواية الإمام أحمد، فالشأن فيها إنما هو في تدليس المغيرة بن مقسم، وأرى أنه دلس شباكاً فأسقطه، والأخذ بالزائد أولى. والله أعلم.
واغتر الشيخ أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر بظاهر الإسناد الذي وقع في المسند فقال (٥/ ٢٧٥) :
((إسناده صحيح)) !! وإذ قد رجحنا الوجه الأول من الخلاف فلننظر فيه، فنرى فيه عنعنة المغيرة، وشباك الضبي، ثمَّ هني بن نويرة، وثقه ابن حبان، وما روى عنه غيرإبراهيم النخعي ورجل يكنى بـ ((أبي جبيرة)) ، ولم أعرفه، فتوثيق ابن حبان لهذه الطبقة وما فوقها مما يتوقف فيهِ الباحث لتساهله المعهود. وأما قول أبي داود: ((كانَ من العباد)) فلا يعني أنه وثقه كَمَا هو جلي ظاهر، فقول الشيخ أبي الشبال فيهِ أنه ((ثقة)) ، هِيَ= =من تجاوزاته المعروفة لدى أهل العلم بالحديث. ثمَّ رأيت للحديث طريقاً آخر عن إبراهيم. فأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (١٨٢٣٢) ، ومن طريقه الطبراني في ((الكبير)) (ج ٩/ رقم ٩٧٣٧) عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قالَ: قالَ ابن مسعود ... فذكره موقوفاً.
قلت: فهذا سند صحيح، إن كان الأعمش سمعه من إبراهيم، وعلى كل حال، فعنعنة الأعمش عن إبراهيم مشَّاها الذهبي في ((الميزان)) . فالسند قوي. وقد قال الهيثمي (٦/ ٢٩١) : ((رجاله رجال الصحيح)) .
هذا وكنت قد خلطت الطرق بعض الطرق ببعض، ذهولا منى، في ((غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود)) (٨٤٠) فليصحح من هنا. والله الموفق. وبالحملة، فالحديث إنما يصح موقوفاً على ابن مسعود، أما مرفوعاً فلا، وقد تقدم التحقيق. والله الموفق.
أما الحديث فيشير إلى أن أهل الإيمان هم أعف الناس وأشدهم إحسانا إذا قتلوا، فإن ذبحوا، فهم يحسنون الذبح، وإن قتلوا، كانوا أبعد الناس عن التمثيل بالمقتول والله أعلم.
١٥- ضعيف.
أخرجه عبد الله بن أحمد في ((زوائد الزهد)) (٢٢-٢٣) ، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج١/ق٢/٢) ، والطبراني في ((الكبير)) (ج ٢٣/ رقم ٤٨٤) ، والحاكم (٢/٥١٢- ٥١٣) ، والخطيب في ((التاريخ)) (١٢/ ٣٢١، ٤٣٣- ٤٣٤) من طريق محمد بن يزيد بن خنيس، قال: سمعت سفيان الثوري ودخلنا نعوده، فقال لسعيد بن حسان المخزومي،: كيف الحديث الذي حدثتني؟! قالَ: حدثتني أم صالح، عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ... فذكره. فَقَالَ: رجل لسفيان ما أشد هَذَا الحديث!! قالَ سفيان: وما شدته؟! قالَ: قالَ الله تعالى {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} وقال الله - عز وجل - {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ * إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} . وقال عز وجل {إِلَاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} وقال سفيان: ((هذا كلام ربي عز وجل الذي جاء بهِ جبريل عليهِ السلام)) هذا السياق لعبد الله بن أحمد. وأخرجه ابن السني في ((اليوم والليل)) (رقم ٥) من هذا الوجه وذكر القصة، لكنه لم يذكر الآيات. وأخرجه الترمذي
(٢٤١٢) وابن ماجه (٣٩٧٤) ، وبحشل في ((تاريخ واسط)) (٢٤٥- ٢٤٦) ، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (٣٠٥) (من طريق ابن خنيس بهِ، بالمرفوع وحده ولم يذكروا قصة ((عيادة سفيان)) . قال الترمذي: ((حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس)) . وسكت عنه الحاكم والذهبي!!
قلت: أما محمد بن يزيد، فقد قال أبو حاتم: ((شيخ صالح)) . وذكره ابن حبان في ((الثقات))
وقال: ((ربما أخطأ، يجب أن يعتبر بحديثه إذا بين السماع في خبره)) . ولخص الذهبي حاله فقال: ((هو وسط)) . وأم صالح هذه مجهولة، لم يرو عنها سوى سعيد بن حسان. وقال الحافظ: ((لا يعرف حالها)) . فالحديث معل بها. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>