أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (ق ٤٧/ ٢) ، وابن عدي في ((الكامل)) (٧٦٣/ ٢) ، والحاكم (٤/ ٩٢- ٩٣) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً به. قال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) !! وسكت عنه الذهبي. قلت: وليس كما قال، فإن حسين بن تركه أحمد والنسائي، والدارقطني. وضعفه ابن معين، وقال البخاري: ((لا يكتب حديثه)) . وقال الجوزجاني: ((أحاديثه منكرة جداً)) . فكيف يكون الإسناد صحيحاً؟! ثمَّ رأيت الذهبي تعقبه؛ قالَ الزيلعي في ((نصب الراية)) (٤/ ٦٢) بعد أن حكى تصحيح الحاكم: ((وتعقبه شيخنا شمس الدين الذهبي في ((مختصره)) وقال: حسين بن قيس ضعيف)) أ. هـ. فهذا يبين أن تعليقه سقط من نسخة المستدرك المطبوعة، فيؤخذ من هنا. والحمد لله. ولكن حسيناً لم يتفرد بهِ، فقد تابعه اثنان ممن وقفت عليهما: الأول: يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة بهِ. أخرجه البيهقي (١٠/ ١١٨) من طريق ابن لهيعة ثنا يزيد بهِ. قلْتُ:: وابن لهيعة سيئ الحفظ، والراوي عنهُ عثمان بن صالح سمع منه بد احتراق كتبه. والله أعلم. الثاني: خصيف بن عبد الرحمن، عن عكرمة، أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (٦/ ٧٦) من طريق إبراهيم بن زياد القرشي، عن خصيف. وهذا سند ضعيف. وإبراهيم بن زياد لا يعرف كما قالَ ابن معين والذهبي. وقال الخطيب: ((في حديثه نكرة)) . ثمَّ خصيف بن عبد الرحمن في حفظه مقال. وأخرجه الطبراني في
((معجمه)) - كما في ((نصب الراية)) (٤/ ٦٢) - من طريق حمزة النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس فساقه مرفوعاً. وسنده ضعيف جداً. وحمزة هو ابن أبي حمزة، تناولوه؛ قالَ ابن معين: ((لا يساوي فلساً!! وَقَالَ البخاري: ((منكر الحديث)) . وَهَذَا جرح شديد عنده. وتركه الدارقطني. وَقَالَ ابن عدي: ((عامة ما يرويه موضوع)) . والحديث أخرجه مسدد في ((مسنده)) كَمَا في ((المطالب العالية)) (٢/ ٢٣٣) - ونقل محققه عن البوصيري أنه قالَ: ((رواه مسدد بإسناد حسن، والطبراني، والحاكم وعنهُ البيهقي)) . قلت: لم أقف على ((مسند مسدد)) ، والبوصيري - عندي - من المتساهلين في النقد، فلست أركن تحسينه لهذا الإسناد. ... = =وللحديث شاهد عن حذيفة - رضي الله عنه -. أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) قال: حدثنا أبو وائل خالد بن محمد البصري، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا خلف بن خلف، عن إبراهيم بن سالم، عن عمرو بن ضرار، عن حذيفة مرفوعاً ((أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس، وعلم أن في العشرة من هو أفضل منه، فقد غش الله ورسوله، وجماعة المسلمين)) . وفي السند بعض من لم أهتد إلى ترجمته، ويغلب على ظني أن ذلك بسبب التصحيف. والله أعلم.