أخرجه أبو داود (٤١١٢) ، والترمذي (٢٧٧٨) ، وأحمد (٦/ ٢٩٦) ، وابن سعد في ((الطبقات)) (٨/ ١٢٦- ١٢٧) ، وابن حبان (١٤٥٧، ١٩٦٨) ، والطحاوي في ((المشكل)) (١/ ١١٥- ١١٦) ، والطبراني في ((الكبير)) (ج ٢٣/ رقم ٦٧٦) ، والبيهقي (٧/ ٩١) ، والخطيب في ((التاريخ)) (٣/ ١٧) ، (٨/ ٣٣٨- ٣٣٩) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (٩/ ٣٤) من طريق الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة، أن أم سلمة وميمونة قال: فبينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعد ما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((احتجبنا منه)) فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ? فذكره. قال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)) !! .
قلت: وهذا مما يتعجب منه !! فإن نبهان هذا مجهول كما قال ابن حزم، ونقله عنه الذهبي في ((ذيل الضعفاء)) وأقره، ولم يرو عنه سوى الزهري، وأما رواية محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عنه، = =فقد شكك فيها البيهقي في ((سننه)) (١٠/ ٣٢٧) فقال: ((إن كان محفوظاً)) . وتوثيق ابن حبان له لا ينفعه لما علم عنه من التساهل في التوثيق. وقال الحافظ في ((الفتح)) (١/ ٥٥٠) : ((حديث مختلف في صحته)) . وقال في ((التلخيص)) (٣/ ١٤٨) : ((ليس في إسناده سوى بنهان مولى أم سلمة، شيخ الزهري، وقد وثق)) : قلت: فكأنما يقويه، وأذكر أنه ذكر ذلك صراحة في ((الفتح)) ، مع أنه قال في ((نبهان)) هذا: ((مقبول)) . يعني حيث يتابع، ولم يتابع فيما نعلم بل لحديثه معارض: وهو ما أخرجه مسلم (١٤٨٠) ، وأبو داود (٢٢٨٤) ، والنسائي (٦/ ٧٥- ٧٦، ٢٠٨) ، وأحمد (٦/ ٤١٢) ، والطحاوي في ((شرح المعاني)) (٣/ ٦٥) ، وابن حبان (ج ٦/ رقم ٤٢٧٦) ، والبيهقي (٧/ ٤٣٢) ، والخطيب في ((الكفاية)) (ص ٣٩- ٤٠) جميعاً من طريق مالك، وهذا ((موطأه)) ، (٢/ ٥٨٠/ ٦٧) من حديث فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة ... وفي الحديث قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اعتدي عند ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى، تضعين ثيابك ... )) . وله طرق فصلتها في ((غوث المكدود بتخرج منتقى ابن الجارود)) (رقم ٧٦٠) . وقال ابن عبد البر: ((حديث فاطمة بنت قيس يدل على جواز نظر المرأة إلى الأعمى، وهو أصح من هذا)) يعني من حديث أم سلمة، وكذا حديث عائشة رضي الله عنها أنها كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد بحرابهم. أخرجه الشيخان، والنسائي (٣/ ١٩٥- ١٩٦) ، وأحمد (٦/ ٨٤، ٨٥) ، والطحاوي (١/ ١١٦) ، والطيالسي (١٤٤٢) ، وعبد الرزاق (١٩٧٢١) ، والبيهقي (٧/ ٩٢) ، وأبو الشيخ في ((الأخلاق)) (٢٦) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (٩/ ١٦٨) . وقد جمع أبو داود بين الحدثين فقال عقب تخريجه لحديث أم سلمة: ((هذا لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة بنت قيس: اعتدي عند ابن مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده)) . قال الحافظ في ((التلخيص)) (٣/ ١٤٨) : ((قلت: هذا جمع حسن، وبه جمع المنذري في حواشيه واستحسنه شيخنا)) أ. هـ. قلت: وهذا الجمع - إن صح- يرفع عن الحديث النكارة، أما الضعف فلا. والله أعلم. والحديث ضعفه ضعفه شيخنا الألباني - حفظه الله - في ((تخريج فقه السيرة)) (ص ٤٤- ٤٥) لمحمد الغزالي.