=أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (٥١٣٠/ ٥/ ٢١٣) وابن أبي شيبة في ((الدر)) (٣/ ١٨٩) وأبو يعلى في ((مسنده)) - كما في ((المطالب العاية)) (١٦٥- ١٦٦/ ٢) - من طريق معتمر بن سليمان، ثنا ثابت بن زيد، عن رجل، عن زيد بن أرقم مرفوعاً. قال الهيثمي في ((المجمع)) (٣/ ٢٩) : ((وفيه رجل لم يسم)) . وكذا قال البوصيري في ((إتحاف السادة المهرة)) ثم قال: ((لكن المتن له شاهد من حديث أبي موسى الأشعري. رواه أبو داود في ((سننه)) وسكت عليه ٠)) أ. هـ. قلت: كذا قال البوصيري يرحمه الله،!! وفي قوله هذا تساهل إنما روى أبو داود (٢٦٥٧) من حديث أبي موسى الجملة الثانية وهي ((الصمت عند القتال)) ولكنه من رواية مطر الوراق عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه مرفوعاً. ومطر الوراق ضعيف، وقتادة مدلس وقدْ عنعن، وشاهد آخر عند أبي داود (٢٦٥٦) من طريق قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قالَ: كانَ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون الصوت عند القتال. وأخرجه الحاكم وغيرهوسنده ضعيف، قتادة مدلس، وكذا الحسن. والله أعلم. (٢) ٤٦- ضعيف. أخرجه أبو داود في ((المراسيل)) - كما في ((أطراف المزي)) (٤٤٧/ ٢) . والإصابة (١/ ٥٢٥) - وابن ماجه (٣٧١٨) ، والطبراني في ((الكبير)) (٢/ ٢٧٥- ٢٧٦) وابن حبان في ((روضة العقلاء)) (ص ١٨٢- ١٨٣) ، والضياء في ((المختارة)) - كما في ((الجامع الصغير)) (٦/ ٧٣) والخطيب في ((السابق واللاحق)) (ص - ١٠٤) من طريق ابن جريج عن العباس بن عبد المطلب عن مينا عن جودان مرفوعاً ٠٠ فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف وله علتان الأولى: تدليس ابن جريج ٠٠ قال ابن حبان: ((أنا خائف أن يكون ابن جريج رحمه الله ورضوانه عليه دلس هذا الخبر، وإن كان سمعه فهو حديث حسن غريب)) . الثانية: جودان هذا مختلف في صحته كما قال الحافظ العراقي ونقله المناوي في ((الفيض)) (٦/ ٧٣) عنه ٠٠ وجزم بأنه لا صحبة له أبو داود إذ أورد حديثه هذا في ((المراسيل)) ، وكذا أبو حاتم: ((مجهول، وليست له صحبه)) . وراجعت ((الجرح والتعديل)) (١/ ١/ ٥٤٥)) ولم أجد هذه العبارة فيه فلعلها في كتاب آخر وأورد الحافظ احتمالاً آخر ٠٠ فقال في ((الإصابة)) (١/ ٥٢٥) : ((ويحتمل أن يكون جودان العبدي غير هذا الراوي الذي اتفق أبو داود وأبو حاتم على أن حديثه مرسل.)) أ. هـ. وهذا احتمال لا يخفى بعده، ولا دليل عليه.. والله أعلم. وقدْ أيد الإرسال الحافظ البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (١٧٥/٣) ، وعليه فقول الحافظ المنذري في ((الترغيب)) (٣/ ٢٩٣) : ((رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه بإسنادين جيدين)) لا يخفى ما فيه من البعد وقد ذكرت ما يمنع من صحة كلام المنذري رحمه الله، والله أعلم.