للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٤٥- ((الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ سَبعُ آياتٍ، بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ إحداهنَّ، وَهي السَّبعُ المَثانِي وَالقُرآنُ العظيمُ، وَهي أمُّ الكِتابِ، وَفاتِحةُ الكِتابِ)) . (١)

١٤٦- ((إذَا وَضعتَ جَنبكَ عَلَى الفِراشِ، وَقَرأتَ ((فَاتِحةَ الكِتابِ)) و ((قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ)) ، فَقَد أمِنتَ مِن كُلِّ شَيءٍ إلَاّ المَوتَ)) . (٢)


(١) ١٤٥- ضعيف بهذا السياق.
أخرجه الدارقطني (١/ ٣١٢) ، ومن طريقه البيهقي (٢/ ٤٥) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني نوح بن أبي بلال، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به.
قال أبو بكر الحنفي: ((ثم لقيت نوحاً، فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة بمثله، ولم يرفعه)) .
وأخرجه ابن مردويه في ((تفسيره)) - كما في ((ابن كثير)) (١/ ٢٢) -، والبيهقي (٢/ ٣٧٦- ٣٧٧) من طريق المعافي بن عمران، عن عبد الحميد بن جعفر بسنده سواء.
ونقل الحافظ ابن كثير عن الدارقطني أنه قال: ((كلهم ثقات)) .
قلت: ويظهر أن عبد الحميد بن جعفر وهم في رفعه. فهو وإن وثقه غير واحد فقد ضعفه الثوري، ولينه النسائي وقال ابن حبان: ((ربما اخطأ)) .
ومما يدل على أنه وهم في رفعه أن أبا بكر الحنفي - وهو أوثق من عبد الحميد - لقى نوح بن أبي بلال فحدثه به، فأوقفه وهو الصواب.
ومما يدل على ذلك أن ابن ذئب رواه عن المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أم القرآن: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم)) .
ولم يذكر ((إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم)) .
أخرجه البخاري (٨/ ٣٨١- فتح) ، وأبو داود (١٤٥٧) ، والترمذي (٣١٢٤) ، والدارمي (٢/ ٣٢١) ، والطبري في ((تفسيره)) (١٤/ ٤١) ، والطحاوي في ((المشكل)) (٢/ ٧٨) ، وأحمد (٢/ ٤٤٨) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (٤/ ٤٤٥) من طريق عن ابن أبي ذئب.
(٢) ١٤٦- ضعيف. ... =

=أخرجه البزار (ج ٤/ رقم ٣١٠٩) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا غسان بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس مرفوعاً به.
قال البزار: ((لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن أنس، ولم نسمعه إلا من إبراهيم)) .
وقال الهيثمي (١٠/ ١٢١) : ((فيه غسان بن عبيد، وهو ضعيف، ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح)) .

قلت: غسان بن عبيد.
قال أحمد: ((كتبنا عنه، وخرقت حديثه)) .
وضعفه ابن معين وابن عدي، وغيرهما.
فهو علة الحديث.
وأصح ما ورد في هذا الباب هو ما أخرجه البخاري (٤/ ٤٨٧- فتح) ، والنسائي في ((اليوم والليلة)) (٩٥٩) ، وابن خزيمة (٤/ ٩١- ٩٢/ ٢٤٢٤) ، والبيهقي في ((الدلائل)) (٧/ ١٠٧- ١٠٨) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (٤/ ٤٦٠- ٤٦٢) ، والحافظ في ((التعليق)) (٣/ ٢٩٦) ، من طريق عثمان بن الهيثم، نا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت يحثو من الطعام فأخذته.... وذكر الحديث وفيه أن الجني قال لأبي هريرة: ((إذا أويت إلى فراشك، فأقرأ آية الكرسي من أولها إلى آخرها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح)) .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنه قد صدقك، وهو كذوب)) .
قال النووي في ((الأذكار)) (٧٥- ٧٦) : أخرجه البخاري في ((صحيحه)) ، فقال: وقال عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا متصل، فإن عثمان بن الهيثم أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم في ((صحيحه)) ، وأما قول أبي عبد الله الحميدي في ((الجمع بين الصحيحين)) : أن البخاري أخرجه تعليقاً، فغير مقبول، فإن المذهب الصحيح المختار عند العلماء، والذي عليه المحققون، أن قول البخاري وغيره: ((وقال فلان)) محمول على سماعه منه واتصاله إذا لم يكن مدلساً، وكان قد لقيه، وهذا من ذلك)) . أهـ‍.
فتعقبه الحافظ في ((النتائج)) بقوله: ((الذي ذكره الشيخ عن الحميدي، ونازعه فيه، لم ينفرد به الحميدي بل تبع فيه الإسماعيلي، والدارقطني، والحاكم، وأبا نعيم، وغيرهم، وهو الذي عليه عمل المتأخرين والحفاظ، كالضياء المقدسي، وابن القطان، وابن دقيق العيد، المزي. وقال الخطيب في ((الكفاية)) : لفظ: قال لا يحمل على السماع إلا ممن عرف من عادته أنه لا يقولها إلا في موضع السماع)) أهـ‍.
نقله عنه ابن علان في ((الفتوحات)) (٣/١٤٧) . ... =
= قلت: والحق، هو ما ذهب إليه الحافظ. نعم لو كانت الصيغة: ((قال لي)) فهي أظهر في الاتصال.
وقد قال البخاري في ((كتاب الأذان)) من ((صحيحه)) (٢/ ٣٣٤ فتح) : ((قال لنا آدم، حدثنا شعبة.... الخ)) .
قال الحافظ: قوله: ((قال لنا)) ، هو موصول.... لأني وجدت كثيراً مما قال فيه: ((قال لنا)) في ((الصحيح)) قد أخرجه في تصانيف أخرى بصيغة ((حدثنا)) . أهـ‍.
وقال في ((الفتح)) في مكان آخر (١/ ١٥٦) : ((إني استقرأت كثيراً من المواضع التي يقول فيها في ((الجامع)) : ((قال لي)) فوجدته في غير الجامع يقول فيها: ((حدثنا)) . والبخاري لا يستجيز في الإجازة إطلاق التحديث، فدل أنها من المسموع عنده ... )) . أهـ‍.
ولتفضيل القول مقام آخر.
ومما ثبت قراءته من القرآن حال النوم قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتيت مضجعك للنوم فأقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة لك من الشرك)) .
وهو حديث حسن على نحو ما حققته في ((جنة المرتاب)) (باب رقم ١٠) . وهناك أحاديث أخرى غير ما ذكرت، جليت القول عنها في كتأبي ((تنبيه الوسنان إلى ما صح من فضائل سور القرآن)) يسر الله إتمامه بمنه وكرمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>