وهو مشهور على ألسنة الناس بهذا السياق، ويلهج به الواعظون ووقفت على أوله: ((الصلاة عماد الدين)) . أخرجه البيهقي في ((الشعب)) بسند ضعيف من حديث عكرمة، عن عمر مرفوعاً، ونقل عن شيخه الحاكم أنه قال: ((عكرمة لم يسمع من عمر)) كذا في ((المقاصد)) (٦٣٢) . وقال ابن الصلاح في ((مشكل الوسيط)) : ((غير معروف)) . وقال النووي في ((التنقيح)) : ((منكر باطل)) . فتعقبه الحافظ في ((التلخيص)) (١/ ١٧٣) : ((قلت: ليس كذلك، بل رواه أبو نعيم شيخ البخاري في ((كتاب الصلاة)) عن حبيب بن سليم، عن بلال بن يحيى، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله، فقال: ((الصلاة عمود الدين)) ، وهو مرسل رجاله ثقات)) . قلت: كذا قال! وفيه تسامح؛ لأن حبيب سليم ترجمه البخاري في ((الكبير)) (١/ ٢/ ٣١٩) وابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (١/٢/ ١٠٢) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، وإن وثقه ابن حبان. وقد قال الحافظ نفسه في ((التقريب)) ، ((مقبول)) يعني عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وحسن له الترمذي (٩٨٦) حديثا ضعيفا في كراهية النعي من كتاب الجنائز. ويؤدى معناه ما أخرجه الترمذي (٢٦١٦) وابن ماجه (٣٩٧٣) ، وأحمد (٥/ ٢٣١، ٢٣٧) من حديث معاذ بن حبل الطويل وفيه: (( ... . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ... )) . قال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)) ! قلت: وهو حديث حسن كما حققته في ((تخريج كتاب الصمت)) لابن أبي الدنيا رقم (٦) . (٢) ١٧٢- ضعيف جداً. أخرجه ابن جرير في ((تفسير)) (١/٣٨) قال: حدثني سعيد بن عمرو السكوني، حدثنا بقية بن الوليد، حدثني عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، عن الحكم بن عمير وكانت له صحبه مرفوعاً به.
قلت: وهذا سند ضعيف جداً وله علل: ... = = الأولى: عنعنة بقية بن الوليد. الثانية: عيسى بن إبراهيم: هو ابن طهمان تركه النسائي وأبو حاتم. وقال البخاري: ((منكر الحديث)) . الثالثة: ضعف موسى بن أبي حبيب فقد ضعفه أبو حاتم. الرابعة: قال الذهبي (٤/٢٠٢) : ((وله - يعني لموسى هذا - عن الحكم بن عمير، رجل قيل له صحبة؛ والذي أرى أنه لم يلقه، وموسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير، وإنما أعرف له رواية عن علي بن الحسين....)) . أهـ. وهذا الحديث أورده ابن كثير في ((تفسيره)) (١/ ٣٨) وسكت عنه!!