أخرجه البزار (ج ٢/ رقم ١٨٧٣) قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو قتادة العدوي، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وأسماء، أنهما قالتا: قدمت علينا أمنا المدينة، وهي مشركة في الهدنة، التي كانت بين قريش، وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله! إن أمنا.... الحديث. [وفي تهذيب الكمال)) (ج ٣/ لوحة ١٢٢٦) في ترجمة محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري: انه: ((أبو قتادة بن يعقوب بن عبد الله بن ثعلبة بن صغير العذري) ٩] . قال البزار: ((لا نعلمه عن عائشة وأسماء إلا من هذا الوجه)) قلت ك وهو بهذا السياق مبكر جداً، ذلك أن أم عائشة، بخلاف أم أسماء رضي الله عنها. بدل عليه ما أخرجه البخاري (١/ ٥٦٤و ٤/ ٣٥١، ٤٤٢، ٤٤٣، ٤٧٥و ٧/ ٢٣٠- ٢٣٢- فتح) ، وأحمد (٦/ ١٩٣) ، وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لم أعقل ابوي قط إلا وهما يدينان الدين ... )) فهذا أول قادح في حديث الباب أما أم أسماء فهي (. قتلة - ويقال: قتيلة - بنت عبد تاعزى أوردها المسغفرىء في الصحابيات وقال ((تأخر إسلامها)) . قال الحافظ في ((الإصابة)) (٨/ ١٦٩) إن كانت عاشت إلى الفتح، فالظاهر أنها أسلمت)) أهـ. قلت: وعبد الله شبيبة، شيخ البزار واه كما قال الذهبي. وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) بل قال فضلك الرازي: ((يحل ضرب عنقه)) !! ووصف الذهبي قوله بالمبالغة. وقال الهيثمي في ((المجمع)) (١/ ١٥٧) : ((ضعيف جداً)) وابن أخي الزهري، ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم وأثنى عليه غير واحد. =
=والمحفوظ من ذلك هو ما رواه هشام بن عروة، عن أبيه ن عن أسماء، قالت: (قدمت على أمي وهي مشتركة في عهد قريش إذ عاهدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومدتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: يا رسول الله! إن أمي قدمت على وهي راغبة ن أفاصلها ظ! قال: ((نعم صليها)) .
أخرجه البخاري (٦/ ٢٨١و ١٠/ ٤١٣- فتح) واللفظ له، ومسلم (١٠٠٣/ ٤٩- ٥.) ، وأبو داود (١٦٦٨) ، وأحمد (٦/ ٣٤٤ن ٣٤٧، ٣٥٥) ، والحميدي (٣١٨) ، والطياليسي (١٦٤٣) ، وابن حبان (ج ١/ رقم ٤٥٣) والطبراني في ((الكبير)) (ج ٢٣/ رقم ٢٠٤، ٢٠٥، ٢٠٦، ٢٠٧، ٢٠٨، ٢٠٩) من طريق عن هشام بن عروة، عن أبيه. وقد رواه عن هشام جمهرة من الثقات منهم: ((سفيان بن عيينه، وأبو أسامة، وعبد الله بن إدريس، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وزيد بن أبي أنيسة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحماد ابن سلمة، وعبد العزيز بن أبي حازم في آخرين)) . وقد أخرجه الطبراني (ج ٢٤/ رقم ٢٢٩) حدثنا علي بن عبد العزيز ن ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة به، وسليمان بن داود: هو ابو داود الطيالسي صاحب ((المسند)) وقد رواة في ((مسند)) (١٦٤٣) حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام. فلا أدري ممن وقع الاختلاف في تسمية شيخ عبد الرحمن بن ابي الزناد ولعله خطأ من ناسخ أو طابع. وإلا فهو اختلاف اختلاف في السند ن وعبد الرحمن ابن أبي الزناد فيه مقال. وقد اختلف على هشام بن عروة في إسناده. فرواه سفيان عيينة، وعمر بن على، ويعقوب بن عبد الرحمن، وعبدة ابن سليمان، جماعتهم عن هشام، عن فاطمة بنت المذر. عن أسماء بنت أبي بكر به. فصار شيخ هشام فيه: ((فاطمة بنت المنذر)) وهي امرأته. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج ٢٤/ رقم ٣٤١ن ٣٤٢، ٣٤٣) فيحمل هذا على التنوع في الرواية. وليس هذا من الاختلاف المضر. (تنبيه) هذا الحديث أخرجه ابن حبان (ج ١م رقم ٤٥٤) من طريق مصعب بن ماهان، عن سفيان ن عن هشام بن عروة عن أبيه ن عن عائشة، أن أسماء.... الحديث. فجعل الحديث في ((مسند عائشة)) بدل ((أسماء)) . ومصعب بن ماهان كان يغلط. وله أحاديث لا يتابع عليها كما قال العقيلي وابن عدي. والله أعلم.