للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٦١- ((أحبُّ النَاسِ إلى اللهِ تَعالى، أنفَعُهُم لِلنَّاسِ، وَأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ تَعالى تُدخِلُهُ عَلى مُسلِمٍ، أو تَكشِفَ عَنهُ كُربةً، أو تَقضِي عَنُه دَيناً، أو تَطردَ عَنهُ جُوعاً. ولأن أمشِي مَعَ أخٍ في حَاجةٍ، أحبُّ إليَّ مِن أنْ أعتَكِفَ في هَذا المَسجدِ - يَعني مَسجدَ المَدينةِ - شَهراً. وَمَنْ كَفَّ غَضبَهُ، سَترَ اللهُ عَورَتَهُ، وَمَنْ كَظمَ غَيظَهُ، وَلوْ شَاءَ أنْ يَمضِيَهُ أمضَاهُ، مَلأَ اللهُ قَلبَهُ رَجاءً يَومَ القِيامَةِ. وَمَنْ مَشى مَعَ أخِيهِ في حَاجَةٍ حَتى يَتَهيأَ لَهُ، أثبَتَ اللهُ قَدمَهُ يَومَ تَزولُ الأَقدَامُ)) . (١)


(١) ١٦١- ضعيف، وفي متنه نكارة. ... =
= أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج ١٢/ رقم ١٣٦٤٦) وفي ((الأوسط)) - كما في ((المجمع)) (٨/ ١٩٤) -وفي ((الصغير)) (٢/ ٣٥) ، والشجري في ((الآمالي)) (٢/ ١٧٧) ، وابن حبان في ((المجروحي)) (١/٣٦٠) مختصرا من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي، ثنا سكين بن سراج، ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عمر، أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله تعالى؟ وأي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟! .
قال ... فذكره.
قال الطبراني: ((لم يروه عن عمرو بن دينار، إلا سكين بن سراج، ويقال: ابن أبي سراج البصري، تفرد به عبد الرحمن بن قيس)) .
قلت: وهذا سند واه جدا.
أما عبد الرحمن بن قيس كذبه ابن مهدي. وقال صالح بن محمد: ((كان يضع الحديث)) . وتركه أحمد والنسائي.
وسكين بن سراج قال فيه ابن حبان: ((يروي الموضوعات عن الإثبات، والملزقات عن الثقات)) . وقال الهيثمي: ((ضعيف)) !!
ولكن له طريق آخر.

أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) (٣٦) من طريق بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره وفيه زيادة: ((وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)) .
قلت: وهذا سند ضعيف.
وبكر بن خنيس ضعفه النسائي، وعمرو بن علي، ويعقوب بن شيبة وقال ابن معين في رواية: ((ليس بشيء)) .
وتركه الدارقطني، وابن خراش، وأحمد بن صالح المصري.
ولكن قال أبو حاتم: ((لا يبلغ به الترك)) .

كما في ((الجرح والتعديل)) (١/ ١/٣٨٤) .
وقال الحافظ: ((صدوق له أغلاط)) .
وهذا تسامح منه. لا سيما وقد قال في ((الفتح)) (٩/ ٢٤٣) : ((ضعيف)) . وهو الصواب.
ثم بعد كتابة ما تقدم بزمان رأيت هذا الحديث في ((الصحيحة)) (٩٠٦) لشيخنا حافظ الوقت ناصر الدين الألباني. فرأيته خرج من الطريقين المذكورين وقال عن الطريق الثاني: ((لكن جاء بإسناد خير من هذا ... . فذكره ثم قال: وهذا إسناد حسن فان بكر بن خنيس صدوق له أغلاط كما قال للحافظ. وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين فثبت الحديث الحمد لله تعالى)) .
قلت: كذا قال شيخنا حفظه الله تعالى! ... =
=والصواب أن هذا الإسناد كان خيراً من الأول. فهو ضعيف؛ لما ذكرته من حال بكر بن خنيس. وقد قدمت ما في قول الحافظ وأنه تسامح فيه. لاسيما فقد ضعف شيخنا بكر بن خنيس في بعض تحقيقاته وانظر مثلا ((الصحيحة)) (رقم ٤٩١) و ((الضعيفة)) (رقم ١١، ٨٢١، ١٢٩١) . فلو جعلنا هذا الإسناد أصلا - وهو ضعيف - والتمسنا له الشواهد المجدية لكان حسنا، أما وشاهده ساقط فإن الحديث يظل ضعيفا.
وعليه فهذا الحديث يجب أن يكون من جملة الكتاب الآخر للشيخ وهو ((الضعيفة)) . والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>