للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥١- ((من لم يستحي بما قال، أو قيل له فهو لغير رشده، حملته أمه على غير طهر)) . (١)

٥٢- ((هم خدم أهل الجنة)) ٠ (٢)


(١) ٥١- موضوع.
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (٧٢٣٦/ ٧/٣١٤-٣١٥) ، والشجري في ((الأمالى)) (٢/ ١٩٦) من طريق أبي ميسرة النهاوندي، ثنا الوليد بن سلمة الحراني، ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمرو بن شويفع عن أبيه عن جده فذكره مرفوعا: ٠٠ قال الحافظ الهيثمي في ((المجمع)) (١٠/ ٢٨٤) : ((وفيه من لم أعرفهم)) . ... =
= قلت: وترك التنبيه على حال الوليد بن سلمة، وقد كذبه دحيم وغيره وقال ابن حبان: ((يضع الحديث على الثقات)) . وقال أبو حاتم: ((ذاهب الحديث)) .
(٢) ٥٢- ضعيف.
أخرجه البزار (٣١- ٣٢/ ٣) والبخاري في ((الكبير)) (٣/ ٢/ ٤٠٧- ٤٠٨) ، والطبراني في ((الكبير)) (٦٩٩٣/ ٧/ ٢٤٤) ، وفي ((الأوسط)) (٢٨٧- مجمع البحرين) ، من طريق عيسى بن شعيب، عن عباد بن منصور، عن أبي رجاء، عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن أطفال المشركين، فقال: ٠٠٠ فذكره. قال البزار: ((لا نعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا سمرة، ولا عنه إلا أبو رجاء)) .
قلت: آفة هذا الإسناد هو عباد بن منصور. قال الهيثمي في ((المجمع)) (٧/ ٢١٩) : ((فيه عباد بن منصور، وثقه يحيى القطان، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات)) . والصواب في عباد أنه ضعيف، ضعفه عامة النقاد، وليحيى القطان رأي آخر في تضعيفه يتفق معهم. ففي الجرح والتعديل (٣/ ١/ ٨٦) قال علي بن المديني: ((قلت ليحيى بن سعيد: عباد بن منصور كان قد تغير؟ قالَ: لا أدرى، إلا أنا حين رأيناه نحن كان لا يحفظ، ولم أر يحيى يرضاه)) . ويضاف إلى أن عباد مدلس، ولم أره صرح بتحديث عن أبي رجاء. والله أعلم ٠٠ وكذلك عيسى بن شعيب ضعفه ابن حبان (٢/ ١٢٠)
أما قول البزار: ((لم يرو هذا الحديث إلا سمرة)) فمتعقب بأن أنسا رواه أيضاً أخرجه البزار (٣/ ٣١) من طريق الحجاج بن نصير، عن مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أنس مرفوعاً ((أطفال المشركين خدم أهل الجنة)) . قلْتُ: ومبارك بن فضالة ضعيف، وكان يدلس كما قالَ أحمد وأبو زرعة وغيرهما وعلي بن زيد وهوَ ابن جدعان ضعيف.. أما الحجاج بن نصير فقد ضعفه ابن معين والنسائي وابن المديني والدارقطني وغيرهم. وقد خالفه معلى بن عبد الرحمن فرواه عن مبارك عن علي بن زيد، عن أنس موقوفاً ولم يرفعه ولكن معلياً هذا متروك الحديث؛ كذبه علي بن المديني والدارقطني، وقال ابن المديني: ((كان يضع الحديث)) .

ولكن للحديث طريق آخر عن أنس. أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (٦/ ٣٠٨) والطياليسى (٢١١١) من طريق الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذراري المشركين لم يكن لهم ذنوب يعاقبون بها فيدخلون النار، ولم تكن لهم حسنة يجاوزون بها فيكونوا من ملوك الجنة؟ فَقَالَ النبي صلى الله عَلَيهِ وآله وسلم: هم خدم أهل الجنة؟)) . قلت: - وَهَذَا سند ضعيف أيضاً ٠٠ والربيع بن صبيح ضعفوه لكثرة خطئه، ويزيد ابن أبان الرقاشي ضعفه ابن معين والساجي وابن حبان وتركه النسائي والحاكم وأبو أحمد وتناوله شعبة شديداً، =
= فكان يقول: ((لأن أزني أحب إلي من أروي عن يزيد)) !! وبالجملة فالحديث ضعيف من رواية عباد بن منصور، شديد الضعف من حديث أنس وحديث أنس هذا عزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) (٤/ ١٦٨) لقاسم بن أصبغ وابن عبد البر وأما حديث سمرة فضعفه الحافظ العراقي كما في ((المغني)) (٤/ ٣١) . والله أعلم.
أما مآل أولاد المشركين ففيهم عشرة أقوال. قال العجلوني في ((كشف الخفاء)) (١/ ١٥٢) ((أصحها ما دل عليه الحديث من أنهم في الجنة، ذكرها الحافظ ابن حجر في ((شرح البخاري)) وغيره ٠٠٠)) أ. هـ‍. وانظر بحث الحافظ عن ذلك في ((الفتح)) (٣/ ٢٤٦- ٢٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>