أخرجه أحمد (٥/ ٤٣١) ، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج ١/ ق ١٩/ ٢) وفي ((ذم الغيبة)) (ق ٤/ ١) ، والبيهقي - كما في ((تفسيره ابن كثير)) (٤/ ١٩٠) - وابن منده، وابن السكن كما في
((الإصابة)) (٤/ ٤٢٢) - من طريق يزيد بن هارون، (وعند أحمد: وابن أبي عدي) كلاهما عن سليمان التيمي قال: سمعت رجلاً يحدث في مجلس أبي عثمان الهندي، عن عبيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امرأتين من الأنصار صامتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان من لحوم الناس فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن هاهنا امرأتين صامتا، وقد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فسكت. = =قال: ثم جاءه بعد ذلك، أحسبه قال: في الظهيرة فقال: يا= =رسول الله! إنهما والله لقد ماتتا، أو كادتا أن تموتا!! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ائتوني بهما)) ، فجاءتا فدعا بعس، أو قدح، فقال لأحدهما:: ((قيئي ((فقاءت من قيح، ودم، وصديد، حتى ملأت القدح. وقال للأخرى: ((قيئي)) من قيح، ودم، وصديد، فقال: ((إن هاتين صامتا ٠٠٠ الحديث)) وقد اختلف على سليمان التيمي فيه. فرواه ابن عدي، ويزيد بن هارون عنه عن رجل عن عبيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وتابعهما شعبة، عن سليمان، قرأ علينا رجل في مجلس عثمان الهندي، حدثنا عبيد ٠٠٠ فذكره. أخرجه أحمد (٥/٤٣١) ، وابن منده كما في ((الإصابة)) (٤/٤٢١) . وخالفهم حماد بن سلمة، فرواه عن سليمان، عن عبيد. فأسقط الواسطة بينهما. أخرجه ابن أبي خيثمة - كما في ((الإصابة)) ((والبخاري)) في ((الكبير)) (٣/ ١/٤٤٠) ، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (٣/ ٣٤٩) ، من طريق أبي يعلى، وهذا في ((مسنده)) (ج ٣/ رقم ١٥٧٦) - قلت: ولا شك أن رواية الجماعة أرجح، ولذلك قال ابن عبد البر في ((الاستيعاب)) (٧/ ١١٣- بهامش الإصابة) في ترجمة عبيد هذا: ((روى عنه سليمان التيمي، ولم يسمع منه، بينهما رجل)) ويؤيده قول أبي حاتم - كما في ((الجرح والتعديل)) (٣/ ١/ ٦) - ((عبيد ٠٠٠ روى سليمان التيمي عن رجلي عنه)) . فكأنه لم يلتفت إلى رواية حماد بن سلمة. قال الحافظ في ((الإصابة)) (٤/ ٤٢٢) : ((وقد رواه عثمان بن غياث، عن سليمان التيمي، فخالف الجماعة في اسمه فقال عن سليمان، حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان الهندي، عن سعد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: السند في ((مسند أحمد)) (٥/ ٤٣١) هكذا: حدثنا محمد بن جعفر ثنا عثمان بن غياث، قال كنت مع أبي عثمان قال: فقال رجل من القوم، ثنا سعد، أو عبيد - عثمان بن غياث الذي يشك - ثم ذكره. وأخرجه أيضاً الحسن بن سفيان كما في ((الإصابة)) (٣/ ٩١- ٩٢) من طريق يحيى القطان، عن عثمان بن غياث قال: حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان عن سعد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: فالذي يظهر من التخريج أن عثمان بن غياث إنما خالف سليمان التيمي، خلاف ما ذكره الحافظ أن عثمان يروي هذا الحديث عن سليمان، فخالف الجماعة في تسمية مولى النبي صلى الله عليه ويلم هل هو عبيد أم سعد؟! وعلى كل حال، فالصواب أنه ((عبيد)) . والحاصل أن السند ضعيف لجهالة شيخ سليمان التيمي والمتن فيهِ نكارة ظاهرة. وثمة علة أخرى. فَقَالَ البخاري في ((التاريخ الكبير)) (٣/ ١/٤٤٠) : ((عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، حديثه مرسل)) فَكأًنهُ بهذا القول لم يعتمد صحبته. وَقَالَ كذلكَ أبو حاتم، وتبع في ذلكَ البخاري كعادته [كَمَا يقول الحافظ في ((الإصابة)) (٤/ ٤٣١) . وصرح ابن السكن بأنه لم تثبت لهُ صحبة. قالَ الحافظ في ((الإصابة)) : ولعل هَذهِ الطريق - يعني التي رواها حماد بن سلمة، عن سليمان عن عبيد هِيَ التي أشار إليها البخاري بِقَولِهِ: مرسل، فظن ابن السكن إن الإرسال بَينَ عبيد، والنبي - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ لأجل ذلكَ: لا تثبت صحبته / وَكَانَ البخاري يسمى السند الذي فيهِ راو منهم مرسلاً، كَمَا قالَ جماعة من المحدثين)) أ. هـ. ... = =قلت: وهذا القول حسن رائق، من الحافظ رحمه الله ومما يدل على صحة تفهم الحافظ أن البخاري أشار إلى الحدثين اللذين رواهما عبيد. فقال: ((عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، حديثه مرسل. قال شهاب، حدثنا حماد بن سلمة، عن التيمي، عن عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصوم مسدد، حدثنا معتمر، حدثنا أبي، عن يعلى، عن عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصلاة بعد المكتوبة؟! قالَ: نعم بين المغرب والعشاء)) أ. هـ. قلت: ففي الحديث الأول يرويه سليمان التيمي عن عبيد، وفي الثاني يرويه سليمان عن يعلى، عن عبيد، فيهما واسطة. وقد قال ابن حبان: ((له صحبة)) . والله أعلم. وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه. أخرجه الطيالسي (٢١٠٧) ، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج ١/ ق ١٩/ ١) ، وفي ((ذم الغيبة)) (ق ٤/ ٢) ، وابن مردويه في ((تفسيره)) - كما في ((تخريج الإحياء)) (٣/ ١٤٢) - من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصوم يوم، وقال: ((لا يفطرن أحد حتى آذن له)) . فصام الناس، حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء، فيقول: يا رسول الله! إني ظللت صائماً، فأذن لي فأفطر، فيأذن له، والرجل، والرجل. حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله! فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين، وإنهما تستحيان أن تأتياك، فإذن لهما أن تفطرا!! ، فأعرض عنهُ. ثمَّ عاوده فأعرض عنهُ، ثمَّ عاوده، فقال لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس؟!! إذهب فمرهما إن كانتا صائمتين فليستقيئا)) . فرجع إليهما، فأخبرهما فاستقائتا، فقائت كل واحدة منهما عقلة من دم!! . فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: ((والذي نفسي بيده، لو بقينا في بطونهما لأكلتهما النار)) . قلت: وهذا سند واه. ويزيد بن أبان الرقاشى تركه النسائي والحاكم أبو أحمد، وكان شعبة شديد الحمل عليه. قال الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) (٤/ ١٩٠) : ((إسناده ضعيف، ومتن غريب)) .