أخرجه أحمد (٤/ ٢٠٥) حدثنا أبو النضر، قال: ثنا الفرج، قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن عمرو بن العاص، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمان يختصمان، فقال لعمرو: ((اقض بينهما يا عمرو)) فقال: أنت أولى بذلك مني يا رسول الله. قال ((وإن كان)) . قال: فإذا قضيت بينهما، فمالي؟! قال: ((إن أنت قضيت.... الحديث)) . قلت: وهذا سند ضعيف. والفرج. هو ابن فضالة، ضعيف عند الأكثر ين. ومحمد بن عبد الأعلى، لم أظفر له بترجمة، ولا حتى في ((التعجيل)) مع أنه على شرطه. ولعله هو الذي عناه الحافظ الهيثمي - رحمه الله - حين قال في ((المجمع)) (٤/ ١٩٥) : ((رواه أحمد والطبراني في ((الكبير)) وفيه من لم أعرفه)) أهـ. قلت: واقتصاره عليه قصور، لما علم من حال الفرج بن فضالة. والله أعلم. أما عبد الأعلى: فهو ابن عدي البهران. ترجمه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (٣/ ٢/ ٧٢) ، وابن أبي حاتم في ((الجرح)) (٣/ ١/ ٢٥) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال، وإن ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (٥/ ١٢٩) على قاعدته المعروفة. ولذلك قال الحافظ في ((الفتح)) (١٣/ ٣١٩) : ((إسناده ضعيف)) . وكذا قال في ((التلخيص)) (٤/ ١٨٠) . وهناك سبب آخر موجب لضعفه، وهو الاختلاف في سنده. فأخرجه الدارقطني (٤/ ٢٠٣) ، والحاكم (٤/ ٨٨) من طريق فرج بن فضالة، عن محمد بن
عبد الأعلى بن عدي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص: ((اقض بينهما)) . قال: وأنت هاهنا يا رسول الله؟!! قال: ((نعم)) . قال: على ما أقضى؟ ، قال: إن اجتهدت فأصبت، لك عشرة أجور؛ وإن اجتهدت فأخطأت، فلك أجر واحد)) . واللفظ للدارقطني. وقد رواه عن فرج عامر بن إبراهيم الأنبا ري، ويزيد بن هارون. ووجه الاختلاف أنه جعله من مسند ((عبد الله بن عمرو)) . ثم وجه آخر من الاختلاف في سنده. ... =
= أخرجه أحمد (٤/ ٢٠٥) ، والدارقطني (٤/ ٢٠٣) من طريق فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عقبه بن عامر مرفوعاً بمثله. وقد رواه عن الفرج يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، ومحمد بن الفرج بن فضالة. قال الحافظ الهيثمي (٤/ ١٩٥) : ((رجاله رجال الصحيح)) !! وهي غفلة منه - رحمه الله -، وفرج بن فضالة لم يخرج له أحد من الشيخين لا أصلاً، ولا استشهاداً. وله طريق آخر إلى عقبة بن عامر. يرويه حفص بن سليمان، عن كثير بن شنظير، عن أبي العالية، عن عقبة به. أخرجه الطبراني في ((الصغير)) (١/ ٥١) وقال: ((لم يروه عن ابن شنظير إلا حفص، ولا يروي عن عقبة إلا بهذا إسناد)) . قلت: وسنده ضعيف جداً، وحفص بن سليمان متروك، بل كذبة ابن خراش. وعندي أن الاختلاف في سند الحديث هو من فرج بن فضالة، لأن كل من روى ثقات، على كلام في بعضهم. وفي كلام الطبراني ما يدل على أن الحديث لا يعرف عن عقبة بن عامر من طريق الفرج هذا. إنما هو خطأ منه. والله أعلم. وقد روى حديث الباب بلفظ آخر، وهو الحديث الآتي: