للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنشأ فيهم، وهم الأخوال ". ويزيد المراكشي على ذلك، أنه أدرك من أولاد عبد المؤمن وأحفاده، من ينتسبون لقيس عيلان بن مضر (١).

وكما نُسجت حول ابن تومرت ودعوته، واختيار القدر له ليكون مهدي آخر الزمان، هالة من الأساطير، لتؤكد قدسيته وصدق رسالته، فكذلك نسجت مثل هذه الهالة حول عبد المؤمن وخلافته للمهدي، لتؤكد أن القدر قد اختاره، كما اختار المهدي منذ الأزل، ليقوم بهذه الرسالة. وقد أورد لنا ابن القطان بعض ما ذكره أبو القاسم المؤمن في كتابه المسمى " فضائل الإمام المهدي "، من أقوال وأمارات للتدليل على صدق رسالته. ومن ذلك أنه جاء في كتاب أبى عبد الله الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين، الحض على الإيمان بالمهدي وطائفته، وذكر عبد المؤمن بن علي القيسي، وأنه هو الذي وعد بالنصر والتأييد والفتح.

ويقول أبو القاسم، ان ذلك قد ورد أيضاً في كتاب يحيى بن زيد، وفي كتاب القاسم الأكبر، وفيه جميع ما ذكر من فضائل الإمام المهدي، وعلاماته ومواضعه ورجاله، والخليفة الآخذ عنه. وقد شرح ذلك كله صاحب كتاب " النصر" إدريس بن إدريس، وأورد لتأييده أحاديث عديدة.

ثم ينقل إلينا ابن القطان بعد ذلك قول ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد في أرجوزة نظمها بعد ذكر " المهدي " ووفاته (٢)، حيث يقول:

ويرجع الأمر إلى عدنان ... لماجد قد خص من عيلان

رب الفتوح صاحب الملاحم ... وقامع الأعراب والأعاجم

وقول عبد الملك بن حبيب:

صاحب المهدي يأتي بعده ... خيرة الأعراب طرا والعجم

أقبل الملك به من نعته ... أشيب اللحية ليس بالهرم

وأنه قد ورد ذلك أيضاً في بعض الأراجيز القديمة، وفيها شرح صفاته وأفعاله وفتوحه. ويزيد أبو القاسم المؤمن على ذلك كله أنه رأى بالقدس في رباط للنصارى اسم المهدي منقوشاً على رخامة بيضاء، كما رأى اسم عبد المؤمن خليفته، وأنه أي


(١) المراكشي في المعجب ص ١٠٩.
(٢) المقصود هنا " المهدي " بصفة عامة، وليس المهدي بن تومرت، لأن ابن عبد ربه قد عاش قبل المهدي ابن تومرت بنحو قرنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>