للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

إسبانيا قبل الفتح الإسلامي

أصل القوط. نزوحهم من الشمال إلى الجنوب. عبورهم نهر الدانوب. يهزمون الإمبراطور ديسيوس. هزيمتهم على يد الإمبراطور قسطنطين ثم الإمبراطور فالنس. زحف الهذن على القوط. دخولهم في طاعة الإمبراطور. ثورة القوط في عهد هونوريوس. زعيم القوط ألاريك. عقدهم الصلح مع الإمبراطور واندماجهم في الجيش الروماني. استقرارهم في غاليس. فاليا أول ملوكهم. تيودريك الأول يعاون الدولة في محاربة آتيلا. تيودريك الثاني يفتتح إسبانيا من يد الوندال. قيام مملكة القوط في اسبانيا. اعتناقهم للنصرانية. اسبانيا وقت الفتح الإسلامي. المجتمع الإسباني. استئثار القوط بالسيادة والثراء. نفوذ رجال الدين. بؤس الشعب وانحلال الجيش. ركون القوط الى الرفاهة والدعة. يهود اسبانيا. اضطهاد الكنيسة لهم وإرغامهم على التنصير. محاولتهم الثورة والمبالغة في إرهاقهم. ملك القوط وتيزا والخوارج عليه. تفرق المملكة ونشوب الثورة. مقدم العرب إلى شواطىء الجزيرة. محاصرة العرب لسبتة. زعيم الثورة ردريك. الحرب بينه وبين وتيزا. مقتل وتيزا واستيلاء ردريك على الملك. الكونت يوليان حاكم سبتة والخلاف في شأنه. الاتفاق بينه وبين وتيزا عل الإستنجاد بالعرب. قصة فلورندا إبنة الكونت يوليان. أقوال الرواية الإسلامية في شأنها. إنكار الرواية الإسبانية لصحتها. ما يرجحها في نظر التاريخ.

كانت اسبانيا (١) في الوقت الذي امتد فيه سلطان العرب إلى الشواطىء القريبة منها، وإلى الجزر المجاورة لها، خاضعة لنير القوط وكانت قبل ذلك بنحو ثلاثة قرون كإفريقية، ولاية رومانية تخضع لسلطان رومة. فلما اضمحل سلطان رومة، وغزتها القبائل البربرية الجرمانية في أوائل القرن الخامس الميلادي،


(١) لا يستعمل العرب اسم " اسبانيا " للإشارة إلى شبه الجزيرة المعروفة بهذا الإسم، وإنما يطلق
العرب اسم " الأندلس " على شبه الجزيرة كلها (راجع الروض المعطار - مصر - ص ١). وفي بعض
الروايات العربية أن التسمية نسبة لملك من الرومان اسمه إشبان بن طيطش غلب الأفارقة على ملك
الأندلس، وباسمه سميت إشبانية. وذكر بعضهم أن اسمه أصبهان فحرف. وأنه هو الذي بني إشبيلية،
وأن " اشبانية " كانت تطلق على إشبيلية التي كان ينزلها اشبان هذا. ثم غلب الاسم، بعده عل الأندلس
كله، فالعجم يسمونه إشبانية (نفح الطيب عن الرازي ج ١ ص ٦٧)؛ وذكر ابن حيان أن
الإشبانيين ينسبون إلى إشبان وفسر منشأهم بخرافة دينية (نفح الطيب ج ١ ص ٦٩). ولم تنفرد
الرواية الإسلامية بذكر " إشبان Espan " هذا ولكن تذكره أيضا رواية ألفونسو العاشر القشتالية،
فتقول لنا انه ابن أخ للملك هرقل، وأنه هو الذي عمر جزيرة قادس واتخذها مقرا له. راجع:
Primera Cronica General de Espana (Ed. Pidal) Vol, I.p. ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>