للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الرابع

موقعة رونسفال أو باب شزروا

الثورة في الشمال. تحالف ابن يقظان والي برشلونة والحسين الأنصاري والي سرقسطة. هزيمة جيش عبد الرحمن وأسر قائده. سعي ابن يقظان لدى ملك الفرنج واستدعاؤه لغزو اسبانيا. تلبية شارلمان للدعوة. اتصال الزعماء الخوارج بالفرنج. سياسة الفرنج في تشجيع الثورة في الأندلس. صلة الخلافة العباسية بهذه السياسة. الصراع بين الأندلس والفرنج. اللون الديني لهذا الصراع. أقوال الروايات اللاتينية في تأييد هذه الخاصة. مسير شارلمان إلى اسبانيا. اختراقه لنافار وحصاره لبنبلونة. مقاومة البشكنس. سقوط المدينة في يد الفرنج. مقدم سليمان وتسليمه للرهائن. زحف شارلمان على سرقسطة. مقدم بقية الجيش الفرنجي. تطور الحوادث. تحول الحسين وامتناعه بسرقسطة. فشل شارلمان في أخذها. اعتقاله لسليمان وارتداده. بواعث هذا الارتداد الفجائى. عود شارلمان إلى مهاجمة بنبلونة وتخريبها. بدء المسير للعود. عيشون ومطروح ولدا سليمان. تحالفهما مع الحسين الأنصاري. سيرهما في قواتهما في أثر الفرنج. مسير شارلمان إلى البرنيه. أبواب البرنيه. رونسفال أو باب شزروا. مفاجأة الجيش الفرنجي وفصل مؤخرته. من هم الذين هاجموه. المسلمون أم البشكنس. المسلمون هم الذين دبروا الهجوم. معاونة البشكنس. وصف الرواية اللاتينية للهجوم. تمزيق مؤخرة الجيش الفرنجي. مصرع الفرسان والسادة الفرنج. أنشودة رولان وبعدها عن التاريخ الحق. مكانتها في أدب الفروسة. لماذا لم ينتقم شارلمان لهزيمته. مقارنة بين الروايتين العربية واللاتينية.

في ذلك الحين كانت ثمة حوادث هامة أخرى تقع في شمال الأندلس. وقد تتبعنا ثورة الفاطمي والبربر إلى نهايتها حرصا على صلة الحديث. ونعود الآن بضع سنين إلى الوراء. ففي سنة ١٥٧ هـ (٧٧٤ م) ثار سليمان بن يقظان الكلبي (أو الأعرابي) والي برشلونة (أو برشنونة) (١) وجيرونة (جيرندة)، والحسين ابن يحيى الأنصاري والي سرقسطة، وهو من ولد سعد بن عبادة، وتحالفا على قتال عبد الرحمن وخلعه. وكان استمرار الثورة في الجنوب، وانشغال عبد الرحمن الدائم بقمعها، وطبيعة الشمال الجبلية ومنعته، مما يذكي عوامل الثورة في الولايات الشمالية، ويشجع مشاريع الزعماء الخوارج. وكان عبد الرحمن يشتغل يومئذ بمقاتلة الفاطمي، فأرسل إلى الشمال جيشاً بقيادة ثعلبة بن عبيد الجذامي، فهزمه


(١) وهو تعريب مطابق لأصلها اللاتيني Barcenona

<<  <  ج: ص:  >  >>