للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

طوائف الأمة الأندلسية فى عصر الانحلال

مملكة غرناطة وحدودها. عناصر سكانها. المدجنون. تاريخهم وحياتهم فى ظل الممالك النصرانية. وثائق هامة تلقى ضوءاً على أحوالهم. الأحكام الشرعية فى شأنهم. اضطهادهم على يد الكنيسة. نشاطهم وتفوقهم. النصارى المعاهدون وأحوالهم فى ظل الحكومة الإسلامية. تعصبهم وخياناتهم. هجرة الأندلسيين من مختلف القواعد إلى غرناطة. عناصر الأمة الأندلسية. المولدون. اليهود. الشعب الغرناطى. صفاته وخلاله.

كانت مملكة غرناطة عند قيامها فى أواسط القرن السابع الهجرى تشمل القسم الجنوبى من الأندلس القديمة، وتمتد فيما وراء نهر الوادى الكبير إلى الجنوب، حتى شاطىء البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، ويحدها من الشمال ولايات جيّان وقرطبة وإشبيلية، ومن الشرق ولاية مرسية وشاطىء البحر المتوسط الممتد منها إلى الجنوب، ومن الغرب ولاية قادس وأرض الفرنتيرة. وكانت تشتمل عندئذ على ثلاث ولايات كبيرة، وهى ولاية غرناطة الواقعة فى الوسط، والممتدة جنوباً حتى البحر، وأهم مدنها العاصمة غرناطة، ووادى آش وبسطة وأشكر وحصن اللوز ولوشة والحامة وأرحبة والمنكب وشلوبانية. وولاية ألمريَّة وهى تمتد من ولاية مرسية حتى البحر، وأهم مدنها ثغر ألمرية وبيرة والمنصورة وبرشانة وبرجة ودلاية وأندَرَش. وولاية مالقة، وهى تقع على البحر غربى غرناطة، وأهم مدنها ثغر مالقة، وبلِّش مالقة وطرُّش وقمارش وآرشدونة وأنتقيرة ورندة ومربلة. ويلحق بها منطقة جبل طارق والجزيرة الخضراء وطريف.

وتخترق مملكة غرناطة من الوسط جبال سيرّا نفادا (جبل شلير) الشاهقة، وهضاب البشرّات الوعرة وبسائطها الخضراء، كما تخترقها عدة أنهار منها شَنيل فرع الوادى الكبير ونهر أندرش الصغير، وفى الشرق نهر المنصورة. وكانت خواصها الطبيعية التى تجمع بين مزيج مدهش من المروج والوديان الخصبة، والجبال والهضاب الوعرة، تمدها بثروات زراعية ومعدنية حسنة، ينميها

<<  <  ج: ص:  >  >>